هشيم عن أبي الجهم عن الزهري ، عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «امرؤ القيس صاحب لواء الشعر إلى النار» [٦٨٨٢].
ثم حدّث بنحو ثلاثين حديثا ، ثم نزل فقال لي : يا يحيى ، كيف رأيت مجلسه؟ قلت : أجلّ مجلس يا أمير المؤمنين ، تفقّه الخاصّة والعامة ،
فقال : لا وحياتك ما رأيت لكم حلاوة إنما المجلس لأصحاب الخلقان (١) والمحابر ـ زاد زاهر : يعني من أصحاب الحديث ـ.
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد ـ بالبصرة ـ نا أبو علي الحسن بن محمّد بن عثمان الفسوي ، نا الحسين بن عبيد الله الأبزاري ، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، قال (٢) :
لما فتح المأمون مصر قام فرج الأسود فقال : الحمد لله يا أمير المؤمنين الذي كفاك أمر عدوك ، وأدار لك العراقين ، والشامات ، ومصر ، وأنت ابن عمّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال له : ويحك يا فرج إلّا أنه بقيت لي خلّة ، وهو أن أجلس في مجلس ومستملي (٣) يجيء فيقول : من ذكرت رضي الله عنك ، فأقول : حدّثنا الحمّادان : حمّاد بن سلمة بن دينار ، وحمّاد بن زيد بن درهم ، قالا : نا ثابت البناني ، عن أنس بن مالك أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من عال ابنتين (٤) أو ثلاثا أو أختين أو ثلاثا حتى يمتن أو يموت عنهن كان معي كهاتين في الجنّة» وأشار بالمسبّحة والوسطى [٦٨٨٣].
قال : لنا (٥) أبو محمّد طاهر بن سهل ، قال : أنا أبو بكر الخطيب فيما أجازه لنا.
في هذا الخبر غلط فاحش ، ويشبه أن يكون المأمون رواه عن رجل عن الحمّادين ، وذلك أن مولد المأمون كان في سنة سبعين ومائة ، ومات حمّاد بن سلمة في سنة سبع وستين ومائة قبل مولده بثلاث سنين ، وأمّا حمّاد بن زيد فمات في سنة تسع وسبعين ومائة.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك ، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب ، قالا : أنا أحمد بن علي بن خلف ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني محمّد بن يعقوب بن
__________________
(١) الخلقان جمع خلق ، يقال ثوب خلق ، وملحفة خلقة.
(٢) الخبر في تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٣٩٠.
(٣) كذا بإثبات الياء.
(٤) غير مقروءة بالأصل ، والصواب عن تاريخ الخلفاء.
(٥) الأصل : أنا.