كنا نرى أن العمل أفضل من العلم ، ونحن اليوم إلى العلم أحوج منا إلى العمل.
أخبرنا أبو الفضل محمّد (١) بن إسماعيل ، وأبو المحاسن أسعد بن علي ، وأبو بكر أحمد بن يحيى ، وأبو الوقت عبد الأول بن يحيى ، قالوا : أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر ، أنا عبد الله بن أحمد بن حموية ، أنا عيسى بن عمر بن العبّاس ، أنا عبد الله بن عبد الرّحمن بن بهرام ، أخبرني العبّاس بن سفيان ، أنا زيد بن الحباب (٢) ، أخبرني رجاء بن أبي سلمة ، حدّثني خالد بن خازم ، عن همّام بن مسلم القرشي قال :
كنت مع ابن محيريز بمرج الدّيباج (٣) فرأيت منه خلوة ، فسألته عن مسألة فقال لي : ما تصنع بالمسائل؟ قلت : لو لا المسائل ذهب العلم ، قال : لا تقل ذهب العلم ، لا يذهب العلم ما قرئ القرآن ، ولكن ، لو قلت : لذهب الفقه.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالت : أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر ، نا عبيد الله (٤) بن سعد الزهري ، نا هارون بن معروف ، نا ضمرة ، عن رجاء بن أبي سلمة ، عن هاشم بن مسلم قال :
سألت ابن محيريز فأكثرت عليه ، فقال : ما هذا يا هاشم؟ فقلت : ذهب العلم ، قال : إنّ العلم لا يذهب ما كان كتاب الله ، ولكن قل : ذهب الفقه ، لأنه لا سواء رجل [سأل](٥) عن أمر حتى إذا عرف ما عليه فيه مما له أتاه وهو يعرفه ، كرجل أتاه وهو لا يعرفه.
قرأت (٦) على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمّام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا هارون ، نا ضمرة ـ يعني ـ عن ابن شوذب ، عن يحيى بن [أبي](٧) عمرو قال :
كنا جلوسا عند أبي (٨) محيريز ، وكان يكثر السّكوت فقال يوما : إمّا أن تحدّثونا وإمّا أن نحدّثكم ، قال : قلنا : بل حدّثنا ، رحمك الله.
أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي ، أنا أبو القاسم علي بن محمّد
__________________
(١) الأصل : بن محمد.
(٢) الأصل : «الحيان» خطأ والصواب ما أثبت.
(٣) مرج الديباج : واد بينه وبين المصيصة عشرة أميال (معجم البلدان).
(٤) بالأصل : عبد الله ، خطأ ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٢ / ١٩٦.
(٥) الزيادة عن المطبوعة.
(٦) في المطبوعة : قرأنا ح.
(٧) زيادة لازمة منا ، وقد مرّ أنه من الذين رووا عن ابن محيريز.
(٨) كذا بالأصل ، وابن محيريز ، يكنى بأبي محيريز.