نا محمّد بن سابق ، عن المنهال بن خليفة ، عن سلمة بن تمام قال :
لقي رجل ابن مسعود ، فقال : لا تعدم حالما مذكرا ، رأيتك البارحة ورأيت النبي صلىاللهعليهوسلم على منبر مرتفع ، وأنت دونه ، وهو يقول : يا ابن مسعود هلمّ إليّ فلقد جفيت بعدي ، فقال : الله ، لأنت رأيته؟ قال : نعم ، قال : فعزمت على أن تخرج من المدينة حتى تصلّي عليّ ، فما لبث إلّا أيّاما حتى مات ـ رحمهالله ـ فشهد الرجل الصّلاة عليه.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (١) ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا محمّد بن علي بن محمّد بن النضر الديباجي ، نا علي بن عبد الله بن مبشّر الواسطي ، نا محمّد بن حرب النّشائي ، نا أبو مروان يحيى بن أبي زكريّا الغسّاني ، عن هشام قال :
أوصى عبد الله بن مسعود إلى الزّبير ، وكان عثمان بن عفّان قد حبس عطاءه سنتين فكلّم ابن الزبير عثمان ، فأخذ عطاءه بعد وفاته ، فدفعه إلى ورثته.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.
ح (٢) وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري
قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، نا يعقوب بن سفيان ، نا إبراهيم بن المنذر ، نا وكيع بن الجرّاج (٣) ، عن أبي عميس ، عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال :
أوصى عبد الله بن مسعود فكتب : إنّ نصيبي (٤) إلى الله وإلى الزبير بن العوّام ، وإلى ابنه عبد الله بن الزبير ، وإنّهما في حل وبل فيما وليا وقضيا (٥) في تركتي ، وإنّه لا تزوج امرأة من نسائي إلّا بإذنهما.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشران
__________________
(١) الأصل : «المحلى» والسند معروف.
(٢) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل ، وأضيف عن المطبوعة.
(٣) من طريق وكيع رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١ / ٤٩٧ ـ ٤٩٨ وقسم من الخبر في تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص ٣٨٩) وانظر طبقات ابن سعد ٣ / ١٥٩.
(٤) في سير أعلام النبلاء : وصيتي.
(٥) في السير : «في حل وبل مما قضينا.».
وفي تاج العروس بتحقيقنا : بلل : ويقال حلّ وبلّ أي حلال ومباح أو هو إتباع ، ويمنع من جوازه الواو ، وقيل نقلا عن الأصمعي : إن بلّا في لغة حمير مباح. وكرر لاختلاف اللفظ توكيدا.