وقال الطماحي : يأجره ـ ومن يكظم الغيظ يأجره الله ـ وقال الطماحي : يرضه ـ ومن يعرف البلاء يصبر عليه ، ومن لا يعرفه ينكر ، ومن يستكبر يضعه الله ، ومن يبتغ السمعة يسمّع الله به ، ومن ينوي الدنيا تعجز عنه ، ومن يطع الشيطان يعص (١) الله ، ومن يعص الله يغترّ بالله ـ قال الطماحي : يغرر بنفسه ـ والله ما آلوا عن أعلاها [ذا فوق](٢) فلم يدع حتى خرج من الكوفة.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، نا أبو عبد الله محمّد بن يعقوب ، أنا محمّد بن عبد الوهّاب ، نا جعفر بن عون ، أنا عبد الرّحمن ـ يعني : ابن عبد الله المسعودي ـ عن علي بن بذيمة ، عن قيس بن حبتر (٣) قال :
سمعت ابن مسعود يقول : حبّذا المكروهات (٤) : الموت والفقر ، وأيم الله ما هو إلّا الغنى والفقر ، ولا أبالي بأيّهما ابتدئت ، فإنّ حق الله تعالى في كلّ منهما واجب ، إن كان الغنى إنّ فيه العطف ، وإن كان الفقر إنّ فيه الصبر.
[أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، وعبد الكريم بن حمزة ، وطاهر بن سهل ، قالوا](٥) : أنا أبو الحسين محمّد بن مكي المصري ، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن العبّاس الإخميمي (٦) ، أنا محمّد بن عبد الله بن (٧) سعيد ، نا عبد الملك بن محمّد ، نا معاذ بن أسد ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا سفيان الثوري ، عن العلاء (٨) بن المسيّب ، عن أبيه ، قال : قال عبد الله بن مسعود : ليس للمؤمنين راحة دون لقاء الله (٩).
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو الحسين [علي](١٠) بن محمّد بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن أبي رجاء ،
__________________
(١) بالأصل : يعصي.
(٢) الزيادة عن المطبوعة.
(٣) غير واضحة بالأصل ، والصواب ما أثبت ، وقد مرّ قريبا.
(٤) كذا بالأصل هنا ، وقد مرّ : المكروهان.
(٥) السند بالأصل مضطرب وثمة سقط فيه ، وعبارة الأصل : «أخبرنا أبو طاهر بن سهل ، قالا» قومنا السند ، وما أضيف بين معكوفتين عن المطبوعة.
(٦) الإخميمي : بكسر الألف وسكون الخاء المعجمة ، هذه النسبة إلى إخميم ، بلدة من ديار مصر من الصعيد ، على طريق الحاج (الأنساب).
(٧) بالأصل : نا.
(٨) الأصل : العباس ، خطأ ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٦ / ٣٣٩.
(٩) زيد في المختصر ١٤ / ٦٩ والمطبوعة : فمن كانت راحته في لقاء الله عزوجل فكأن قد.
(١٠) زيادة لازمة ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣١١.