قال : وأنا يعقوب (١) ، نا سعيد ، نا ضمرة ، عن رجاء قال :
كانت لابن محيريز حاجة إلى يزيد بن أبي يزيد الأنصاري ، فقيل له : تلقاه بعد العشاء في المسجد ، قال : إنّي أكره أن يرى أنّي ممن أشهد العشاء في المسجد.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، نا عبد العزيز بن أحمد.
وأخبرنا (٢) أبو الحسين بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو عبد الله.
قالا : أنا محمّد بن عوف ، نا أبو العبّاس محمّد بن موسى بن الحسين ، أنا أبو بكر محمّد بن خريم ، نا هشام بن عمّار [نا](٣) المغيرة بن المغيرة ، نا رجاء بن أبي سلمة ، عن خالد بن دريك قال : قال ابن أبي محيريز :
لقد نابتني حاجة إلى ابن أبي يزيد ، وهو يومئذ على ديوان الجند ، فقلت : ألقاه بعد العشاء في المسجد ، قال : أكره أن يراني أحضر هذه الصلاة في الجماعة ، وكان ابن محيريز يكون في منزله حتى يسمع الإقامة ، فإذا سمعها خرج حتى يدخل الصّف ، فإذا انصرف الإمام انصرف.
ومرّ ابن محيريز برجل يصلّي خلف بعض عمد المسجد فأعجبته صلاته ، فقال : إنّي لأغبط هذا ، ومن يصلي هذه الصّلاة لا يعرف.
وسمع رجل الإقامة ، فذهب ليسرع ، فقال له ابن محيريز : على رسلك فإنا لن نراك (٤) فيها منذ خرجت إليها.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٥) ، نا ضمرة ، عن رجاء بن أبي سلمة ، عن مقبل بن عبد الله الكناني قال :
ما رأيت أحدا من الناس أحرى أن يستر خيرا من نفسه ، ولا أقول لحقّ إذا رآه من ابن محيريز ، ولقد رأى على خالد بن يزيد بن معاوية جبّة خزّ ، وهو في بيت المقدس ، فقال له : أتلبس الخزّ؟ فقال : إنّما ألبسها لهؤلاء ، وأشار إلى عبد الملك ، فغضب ابن محيريز وقال له :
__________________
(١) المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٦٧.
(٢) المطبوعة : ح وأخبرنا ح.
(٣) زيادة منا للإيضاح.
(٤) المطبوعة : فإنك لن تزال فيها.
(٥) انظر المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٦٤ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠) ص ٤٠٨.