ومنهم الشيخ الإمام والحبر الهمام شيخ المسلمين أبو عبد الله محمد شمس الدين الخناجريّ الشّافعيّ (١) ، شيخ الفواضل والفضائل ، وإمام الأكابر والأفاضل ، وبدر الإنارة المشرق لسرى القوافل ، وشمس الحقائق التي [٢٤ أ] مع ظهورها النجوم أوافل ، له المناقب الثواقب ، والفوائد الفرائد ، والمناهج المباهج ، وله بالعلم عناية تكشف العماية ، ونباهة تكسب النزاهة ، ودراية تعضد الرواية (٢) ، ومباحثة تشوق ، ومنافثة تروق ، مع طلاقة وجه ، وتمام بشر ، وكمال خلق ، وحسن سمت ، وخير هدي ، وأعظم وقار ، وكثرة صمت : [من البسيط]
ملح كالرياض غازلت الشم |
|
س رباها وافترّ عنها الربيع |
فهي للعين منظر مونق الحس |
|
ن وللنّفس سؤدد مجموع (٣) |
وقد كان اجتمع بي وبالوالد شيخ الإسلام في مصر ثم في الشّام ، ووقع بيني وبينه مفاوضة ومذاكرة ، ومباحثة ومحاورة ، مع إذعانه لما أذكر ، وقبوله لما أقول ، وهو يدعو لي ويشكر ، وعلى الله تعالى القبول ، والله المسؤول أن يوفقنا وإياه والمسلمين لما يحب من القول والعمل ، وأن يعصمنا وإياهم من الخطأ والخطل والزيغ والزلل.
ومنهم الشيخ العالم العامل والإمام الأوحد الكامل أعز الأصحاب والأحباب ، أبو هريرة عبد الرّحمن بن حسن الكرديّ الشهير بابن القصّاب (٤) ، إمام قد سما
__________________
(١) محمد بن محمد الخناجريّ (ت ٩٤٠ ه) ، ترجم له نجل المؤلف في الكواكب السائرة ٢ : ١٤ ـ ، درّ الحبب ٢ / ١ : ٢٥١ ، شذرات الذهب ١٠ : ٣٣٩ ، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء ٥ : ٤٦٤.
(٢) وردت هذه العبارة في (ع): «وله بالعلم عناية بكشف العماية ، ونباهة بكسب النزاهة ، ودراية بعضد الرواية».
(٣) الأبيات في الكواكب السائرة ٢ : ١٤ ، وتاج المفرق ١ : ١٧٣ بلا عزو.
(٤) أحد المدرّسين بحلب توفي سنة ٩٤٢ ه. انظر ترجمته في : الكواكب السائرة ٢ : ١٥٧ ـ ، وشذرات الذهب ١٠ : ٣٥١.