وأضاء ، فأرسينا
حينئذ بالقرب من ساحل قرية يقال [١١١ ب] لها قزل اضا ، فبتنا هناك والليل مزهر السراج ، لابس من نور القمر أبيض
الدّيباج ، وقد رقّ ذلك البحر وراق ، وحلا وصفا وإن كان مرّ المذاق ، وأشرقت
جنباته غاية الإشراق:[من المتقارب]
كأن الشعاع على
متنه
|
|
فرند مصفحة سيف
صدي
|
وأشبه إذ درجته
الصبا
|
|
برادة تبر على
مبرد
|
فلما هبّت بعد
سكونها الصبا ، وهبّ من نومه الصباح ، واستتر نور القمر واختفى ، وبدا نور الفجر
ولاح ، نشر من المركب بنوده ، وقلّد شراعه وأحكم شدوده ، ثمّ رحلنا وسرنا ، وأشرع
ذلك الشراع فأشرعنا ، وخفقّ ذلك الجناح فطرنا ، فلم نزل نسير وذلك المركب يكاد
يطير وذلك البحر : [من الكامل]
تتكسر الأمواج
فيه فتنثني
|
|
بيد الصبابة
مبيضة أعطافها
|
فكأن شهب الخيل
قد غرقت به
|
|
فطفت على أمواجه
أعرافها
|
فلما انتصف ذلك
النهار ، ظلمنا ذلك البحر وجار ، وكان أمسى مس القرين بعد أن كان نعم الجار ، ثم
أزبد ورغا ، وتعدّى وطغى ، وعتا مفسدا [١١٢ أ] وبغى ، ورام ما لم ينله وبغى ،
واشتدت به الرياح وعصفت ، وأتت به الأمواج من كل جانب واختلفت ، واضطرب وتكسّرت
وانقصفت ، وصار السير به في حكم الحرمة بعد
__________________