حاز قصب السبق في ميادين العلوم ، وملك أزمّة أفانين (١) المنثور والمنظوم ، حسب البليغ العجز عن أوصافه لو جاء بالزهر الزواهر تزهر (٢) ، أو حاول الشعرى لدى اشعاره قالت علاه إنه لا يشعر ، لا زالت فوائده غررا في جبهات الطروس ، وفرائده دررا تتقلّد بها نفائس النفوس ، ما جرت جياد الأقلام في ميادين الكلام ببديع النظام ، وها أنا ممتثل (٣) أوامره المطاعة فيما أشار إليه حسب الاستطاعة [١٠٥ ب] من الإجازة لريحانة أنسه (٤) ، وثمرة غرسه ، ونور بدره ، وضياء شمسه ، الشّهاب المتوقّد ذكاؤه ، النامي سناه والسامي سناؤه ، شهاب الدّين أبي الفضل أحمد أسعد الله جده ، وحباه فوق ما حبا به أباه وجدّه ، ولأخواته ومن سيحدّث له من الأخوة المأمول وجودهم من منح الله المرجوة ، وقد أجزت له ولهم أن يرووا عني جميع ما التمس مني بشرطه المعتبر عند أهل الأثر ، إجازة عامّة وخاصّة ، وعلى كل فرد مما تجوز عني روايته ناصّة ، وأمّا مولدي (٥) (ففي سحر يوم السبت رابع عشري شهر رمضان المعظّم قدره سنة سبع وستين وثمانمائة بالقاهرة المعزّية حمى الله حماها وحرسها ورعاها : [من الطويل]
بلاد بها نيطت عليّ تمائمي |
|
وأول أرض مسّ جلدي ترابها (٦) |
وقد أدركت بها وبغيرها من العلماء العاملين والأئمة المجتهدين من لم يسمح الدهر بمثاله ، ولم ينسج على منواله ، وكلّهم أجازني بما تجوز له روايته ، وما تصحّ إليه [١٠٦ أ] نسبته ودرايته ، فأول من فتق لساني بذكر الله تعالى من برع أبناء زمانه مجدا
__________________
(١) وردت في (م) و (ع): «أقانين».
(٢) وردت في (ع): «يرهى».
(٣) وردت في (ع): «منشد».
(٤) وردت في (ع): «النسير».
(٥) من هنا بياض في (م) و (ع) بما يعادل ١٦ ورقة من الأصل (من منتصف الورقة [١٠٦ أ] إلى منتصف الورقة [١١٣ ب] وكتب الناسخ في (ع) بالهامش : «كذا وجدته بياضا في الأصل».
(٦) ورد هذا البيت في رحلة الشتاء والصيف ص ١٣٨ بلا عزو.