وسعد بن امبارك قاضي قشن ، ومحمّد بن سعد قاضي قلنسية (١) وسقطرى.
والسّلطان عبد الله هذا هو والد السّلطان الحاليّ أحمد بن عبد الله بن سالم بن سعد.
ولسلطان المهرة أبناء عمّ اليوم يجاذبونه الحبال بإغراء الإنكليز ، فلم يجدوا مغمزا في قناته (٢) ، ولا مكسرا في عوده ، وأبى أن يجدّد تلك المعاهدة بأضرّ منها عليه ، وأصرّ على ابتعاده عنهم ، بل بقي مصرّا على التّباعد عنهم ، غير أنّه اضطرّ أن يعطيهم مطارات في سقطرى وقشن بعد أخذ التّعهّدات عليهم بالجلاء بعد انتهاء مدّة الحرب.
ومن سلاطين المهرة : طوعريّ بن عفرار ، ثمّ ولده سالم بن طوعريّ ، ثمّ ولده سعيد بن سالم ، ثمّ أحمد بن سعيد ، ثمّ الحكمان بن أحمد ، ثمّ ابنه الحكم بن الحكمان ، ثمّ ولده محمّد بن الحكم ، ثمّ سالم بن محمّد ، ثمّ ولده ناصر بن سالم ، ولعلّ ناصرا هذا أخ لعبد الله بن سالم الموقّع على المعاهدة السّابق ذكرها ، والله أعلم.
والضّرائب لديهم خفيفة جدّا ، مع أنّهم لا يأخذون رسوما إلّا في سيحوت وقشن فقط ، ولا يأخذون شيئا في بقيّة المرافىء ، ثمّ لا يأخذون إلّا من الغريب ، وأمّا من الأهالي .. فلا ، وغاية ما يأخذونه من الغرباء خمسة في المئة اسما ، وبالحقيقة أقلّ من ذلك ؛ لفرط التّسامح في التّثمين ، وكثيرا ما يعفون من استعفاهم جملة.
وأكثر تجارة آل سيحوت وقشن والغيضة في : العنبر ، والصّيفة ، والصّيد ، والوزيف ، والأنعام ، وما أشبه ذلك.
وقد بلغني أنّ الله أراح السّلطان أحمد بن عبد الله من ابن أخيه الّذي كان يؤذيه ، وهو : حبريش بن سعد ، فمات في سنة (١٣٦٤ ه) ودفنوه بتربة سيحوت ، المسمّاة : تربة محمّد بن سعيد باكريت ، وهي تربة جميلة ، يظلّها كثير من شجر الأراك ، وهي في وسط البلاد على مقربة من الجامع.
__________________
(١) قلنسية : واد في جزيرة سقطرى ، وهو مركز إداري يشمل عدة قرى.
(٢) المغمز : المطعن والثّغرة. القناة : الرّمح.