الرّسوم الغاشمة مع تصريح المعاهدات بأنّ السّاحل وسائر حضرموت إقليم واحد ، بل بلغني عن جريدة الحكومة الرّسميّة بعدن إطلاق لفظ عدن على الجميع ، فلو رأيت ما يصنع بمنكوبي جاوة الّذين وصلوا حضرموت من التّفتيش والإرهاق .. لرأيت ما يكمد النّفوس ، ويذيب القلوب إن كان فيها إسلام وإيمان ، ومعاذ الله أن نبرّي جمارك السّاحل من الظّلم الفاحش ، والجور الفادح ، لكنّ البراءة بالأولى ألزم ، والأخذ من الأطراف أحزم.
ضواحي سيئون :
هي محاطة بالنّخيل فيما عدا جنوبها ، وفي جانبها الشّماليّ إلى جهة الشّرق على أكثر من ميل منها قرية يقال لها : الفجير ، يسكنها أعقاب الإمام السّيّد عبد الرّحمن (١) ابن عبد الله بن علويّ مولى الدّويلة (٢) ترجم له في «المشرع» ولحفيده عبد الله بن سالم بن سهل بن عبد الرّحمن.
ومنهم العلّامة سالم ، وفي «المواهب والمنن» : أنّ الحبيبين محمّد بن علويّ خيله ، ومحمّد بن حسن خيله ممّن انتفع بالحبيب أحمد بن حسن الحدّاد.
وعلى الجملة .. فقد كان فيهم العلماء والصّلحاء ، وأطال سيّدي حسن بن سقّاف في ترجمة السّابق الذّكر ؛ منهم : السّيّد الشّريف محمّد بن علويّ بن محمّد ، المتوفّى بالفجير سنة (١٢٦٧ ه) ومنهم : السّيّد حسن بن حسين ، كان أغزرهم جودا في أهله وغير أهله ، قال عمّه محمّد بن علويّ على من عابه بذلك : (ماحد عرف قدر الدّنيا إلّا حسين) ، فهو في فرط بذله محتاج إلى زيادة عن قول أبي عبادة [في «ديوانه» ٢ / ٣٣٩ من الطّويل] :
تغطرس جود لم يملّكه وقفة |
|
فيختار فيها للصّنيعة موضعا |
__________________
(١) مولى خيله.
(٢) آل مولى الدويلة هم ذرية السيد الإمام محمد مولى الدويلة بن علي بن علوي بن الفقيه ، توفي بتريم سنة (٧٦٥ ه). «المعجم» (٨٧).