تسلّمها السّلطان غالب ، وتكدّر لذلك رؤساء آل كثير. وكانت هذه العشرة الآلاف نفقة الجيش الّذي فتح الشّحر في جمادى الأولى من سنة (١٢٨٣ ه).
وفي (٢٨) القعدة من السّنة المذكورة كان انهزام السّلطان غالب من الشّحر ، واستيلاء القعيطيّ عليها ، حسبما تقدّم في أخبارها.
الحزم
هو قرية بسفح جبل الخبّة الشّرقيّ الشّماليّ ، وأصلها : أنّ الشّيخ عون بن سعيد من آل روّاس بنى مسجدا في جانبه الشّرقيّ الجنوبيّ ، وبنى عنده سقاية وسقيفة إلى جانبه ؛ ليقيل فيها من ينحدر من شبام بعد قضاء حاجته ؛ لأنّ أهل تلك الأطراف يمتارون من شبام ، وأهلها لا يعرفون قراء الضّيف ، فلا يجد هؤلاء من يفتح لهم بها داره.
وكان أوّل من سكن الحزم وبنى به دارا هو : الحبيب أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن حسين بن عبد الله العيدروس ، وكان ذلك في سنة (١١٢٧ ه) وبقي ـ مع إيثاره الخمول ـ يدعو إلى الله ، ويرشد الحائر ، ويعلّم الجاهل ، ثمّ ظهر ولده عمر بمظاهر المناصب فنسب إليه الحزم ، وقيل : حزم عمر بن أحمد (١).
ومن ذرّيّته : شيخنا الفاضل الجليل عيدروس بن حسين (٢) ، وصفه شيخنا
__________________
يقال لهم : آل شريم ، جدهم السيد محمد بن حسين بن علي بن محمد .. إلخ ، وقد انتشروا في شبام ودوعن وجاوة ومليبار بالهند.
ومن ذرية أخيه السيد أبي بكر بن حسين ، وقد انقرضوا من حضرموت ، وكان منهم السيد عباس بن عبد الله العيدروس بجاوة ، ذكرهم السيد المشهور في «الشمس» (١ / ١١٦).
(١) توفي الحبيب عمر بالحزم سنة (١١٩٩ ه) ، ودفن بشبام.
(٢) الحبيب المعمر عيدروس بن حسين بن أحمد بن عمر بن أحمد العيدروس ، ولد بالحزم سنة (١٢٤٤ ه) ، وتوفي سنة (١٣٤٦ ه) بالهند ، طلب العلم على والده وعمه وعلى علماء شبام ودوعن ، كان من كبار أهل عصره ، صاحب جاه وحشمة. ينظر «صلة الأخيار».