ومن خصائص سيئون : ملاحة نسائها ، حتّى جاء في أمثالهم : (مصباة في سيئون .. خير من حرمة في مدوده). والمصباة هي : الأثافيّ إزاء المنصّة الّتي تطبخ عليها الملاح القهوة.
ففيها الملاح الهيف يلعبن بالنّهى |
|
ويقتلن من لم يعرف العشق قلبه (١) |
وهنّ كما يقول شيخنا العلّامة ابن شهاب عن نساء عدن [في «ديوانه» ٢٣٦ من الطّويل] :
حواضر آدابا ولطفا ورقّة |
|
أعاريب إن حاورن نطقا وتبيانا |
معاطير لا من مسّ جام لطيمة |
|
وأذكى شذا من مسك دارين أردانا (٢) |
وكم لأخي علويّ ولأبي ريّا من التّغزّلات السّائقة بغواني سيئون الفائقة.
ومن خصائصها : لين الطّباع ، حتّى لقد رووا أنّ أميرين ببور اختلفا وطال بينهما النّزاع ، فأشار بعض أهل الفراسة بطين من سيئون فرشّوه تحت قطيفة أحدهما ، فلان وبخع للآخر بما يريد ، وسوّيت المسألة في دمائهم.
أمّا أحوال سيئون السّياسيّة :
ـ فقد مرّ في هذه المسوّدة أنّها كانت سنة (٦٠١ ه) لظبيان وبني سعد ، والمقصود نخيلها ، أمّا ديارها .. فإنّها خراب لذلك العهد.
ـ وفي سنة (٨٤٢ ه) أخذها السّلطان الكثيريّ كما عند شنبل [ص ١٧٦].
ـ وفي سنة (٨٥٤ ه) كانت سيئون والغرفة وجفل ملك الكثيريّ ، ولكنّ آل يمانيّ وآل ثعلب يغزونهم ويحاربونهم ، ثمّ تقلّبت بها الأحوال الّتي تقلّبت بسائر بلاد حضرموت ، حسبما يفهم ممّا مرّ في شبام.
وهنا نلخّص شيئا من أحوال الدّولة الأخيرة عن «الأصل» : ففي سنة (١٢٦٤ ه) أخذها نوّاب السّلطان غالب بن محسن الكثيريّ من أيدي آل الظّبي اليافعيّين (٣) ، يرجع
__________________
(١) البيت من الطّويل.
(٢) اللّطيمة : وعاء العطر.
(٣) ينظر «العدة المفيدة» (١ / ٤٠٠) وما بعدها.