كانت معادا للعيون فأصبحت |
|
عظة ومعتبرا لمن يتوسّم (١) |
تبكي بظاهر وحشة وكأنّها |
|
إن لم تكن تبكي بعين تسجم |
وكأنّ مسجدها المشيد بناؤه |
|
ربع أحال ومنزل مترسّم |
وترى الذّراري والنّساء بضيعة |
|
خلف أقام وغاب عنه القيّم |
نسأل الله أن يردّ المياه إلى مجاريها ، ويسكن الدّيار ببانيها.
المسحرة
أرض واسعة خصبة ، يحدّها قبليّا : ذبور الباطنه ، ونجديّا : الجبال ومفتك وادي سرّ ، وجنوبا : القطن وقراه ، وشرقيّا : الموزع.
يندفع فيها ما يزيد من مياه عمد ودوعن ووادي العين ، ومتى شربت .. يخصب النّاس ويرغد العيش.
وفي طرفها الجنوبيّ : دار الرّاك ؛ وهي ديار خربة للحكومة القعيطيّة.
ومن وراء دار الرّاك إلى جهة الجنوب : وادي عقران.
وفي شرقيّه : الموزع (٢) ؛ وهو ضمير في عرض مسيال سر ، يردع المياه إلى شبام ومنه تسقى ، وكثيرا ما تضرّه السّيول ، فيتكبّد آل شبام في إعادته خسائر باهظة ، إلّا أنّ عمارته الأخيرة كانت قويّة محكمة فلم يجرفها تيّار السّيول ، وأعان على ذلك أنّهم لم يعلوها كثيرا ، فخفّ عنها فرط الصّدام.
__________________
(١) المعاد : المرجع.
(٢) الموزع ـ بضم الميم وسكون الواو وكسر الزاي ـ هو : بناء كما ذكر المؤلف في عرض وادي سر ، شبيه بالسّد ، إلا أنه لا يحفظ المياه خلفه وإنما يعمل على تصريفها ودفعها بطريقة هندسية محكمة إلى جروب شبام ومزارعها ، وكانت آخر عمارة محكمة له في سنة (١٣٦٤ ه) تقريبا ، وكانت تشكلت في شبام لجان من كبار السن وعقال البلاد وحذّاقها للنظر في شؤون هذا الموزع ، لأن عليه اعتمادهم في حفظ مياه الأمطار والسيول والاستفادة منها ، إذ بدونه يفقدون تلك الكميات الهائلة من المياه ، ويخسرون الموسم الزراعي.