وفي هذه السّنة وقع الحلف بين راصع بن دويس وآل كثير وآل جميل ، وأخذوا قارة الشّناهز من الصّبرات.
وفي حوادث سنة (٧٩١ ه) أنّ راصعا أخذ قارة الشّناهز ، وفيه دلالة على سرعة تقلّب الدّول على هذه القارة المذكورة.
ودولتها في الأكثر للشّناهز (١) ، وقد بقي منهم جماعة من الحرّاثين ، من آخرهم رجل يقال له : صالح بن عوض الشّنهزيّ ، وكان له شيء من المال طمع فيه أحد شياطين آل تميم ، فأغرى به عبدا من عبيد القرامصة يقال له : كليواس ، فقتله واستولى هو على ماله ، وكان ذلك حوالي سنة (١٣٥٠ ه).
وقد سبق في سدبه أنّ الطّير يعفّ عن التّعدّي على زروعها ، وكأنّ فيها أرصادا تمنعها من ذلك إن صحّ ما قيل.
الغرف
هي بلدة صغيرة في موقع جميل ، يحيط بها الفضاء الواسع من كلّ جهة ، تنشعب منها الطّرق ، فعلى مقربة منها في شمالها تمرّ الطّريق السّلطانيّة الّتي تجيء من أعلى حضرموت إلى أسفلها ، ومنها إلى الجنوب ممرّ الطّريق المهيع إلى الشّحر والمكلّا وغيرهما من السّواحل (٢).
__________________
(١) أرجع المؤرخ الأستاذ بامطرف أصل التسمية إلى (صنهاجة) .. وهي من فخائذ قبيلة حمير الكبيرة ، وكتب تحت هذا الاسم في «الجامع» : (بنو صنهاجة أو الصناهيج فخذ من حمير حضرموت ، غادروا حضرموت بأجمعهم مع قبائل حضرمية أخرى ؛ تلبية لدعوة من الخليفة أبي بكر الصديق لفتح الشام. استقر الصناهيج أول الأمر بفلسطين ، ثم نزحوا منها إلى مصر ، فاستقرت طائفة منهم بخطة القرافة بالفسطاط ، ونزحت جماعة إلى منطقة الفيوم وبلدة أبو صير المجاورة لها ، ومن هؤلاء : الشاعر البوصيري صاحب البردة والهمزية. وبنو صنهاجة هؤلاء هم الذين اندمجت فيهم عدة قبائل بربرية في شمال أفريقيا يدعون : (صنهاجة) ، والنسبة إليهم صنهاجي ، وفي حضرموت يقال لهؤلاء : صناهجة ، وأطلال محلتهم باقية إلى اليوم إلى الشرق من مدينة تاربة بوادي حضرموت ، واسمها قارة الصناهيج ..) إلخ هذا كلام بامطرف بنصه.
(٢) وطريق المكلا والشحر هذه قام بتعبيدها السادة آل الكاف ، وتعرف بطريق الكاف.