وعليه فإن واقع
الحياة الدنيا بما يحمل من متناقضات الراحة والعناء ، والصحة والمرض ، والغنى والفقر ، والإقبال على الأشرار والإدبار عن الأخيار ، هو امتحان وابتلاء ، وليس فيه ما يصلح للمكافأة والجزاء ، وبما أن ضرورة التكليف تقتضي ضرورة المكافأة ، لذا يجب المعاد ليجازى المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته ، وإلّا لبطلت فائدة التكليف ، ولكان عبثاً ولغواً .
وفي بيان ذلك يقول
الفاضل المقداد : لو لم يكن المعاد حقاً لقبح التكليف ، والتالي باطل ، فالمقدم مثله ، ذلك أن التكليف مشقّة مستلزمة للتعويض عنها ، فإن المشقّة من غير عوض ظلم ، وذلك العوض ليس بحاصل في زمان التكليف ، فلا بدّ حينئذٍ من دار اُخرى يحصل فيها الجزاء على الأعمال ، وإلّا لكان التكليف ظلماً ، وهو قبيح ، تعالى الله عنه
.
٢ ـ العدل الإلهي
يستلزم وجود اليوم الآخر
يقول النصير الطوسي
في إثبات وجوب المعاد : وجوب إيفاء الوعد والحكمة يقتضي وجوب البعث . وذكر العلّامة الحلي في شرحه : إن الله تعالى وعد بالثواب ، وتوعّد بالعقاب مع مشاهدة الموت للمكلفين ، فوجب القول بعودهم ليحصل الوفاء بوعده ووعيده .
إذ لا ريب أن الناس
لا يصلون إلى الثواب أو العقاب الملائم
__________________________