ويقال لهم : ( اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ) (١) وهو مما يزيد من حسرة نفوسهم وشعورهم بالخذلان والخيبة واليأس من الرحمة والمغفرة ، فيُصلَون جهنم مذمومين مدحورين ملومين .
وممّا يحزّ في نفوسهم هو تبكيت الملائكة وتقريعهم لهم بمجرد أن يدخلوا النار ، قال تعالى : ( كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ) وهم يجيبون بالإقرار والاعتراف : ( بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ * وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ ) (٢) .
وحينما يستسلمون لليأس يقولون لخازن النار : ( يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ) فيقول لهم : ( إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ) (٣) .
أعاذنا الله جميعاً من شرّ الجحيم ومن أهوال يوم القيامة ، ورزقنا رحمته التي وسعت كل شيء وشفاعة نبيه المصطفىٰ وآله الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين .
__________________________
١) سورة المؤمنون : ٢٣ / ١٠٨ .
٢) سورة التحريم : ٦٧ / ٨ ـ ١١ .
٣) سورة الزخرف : ٤٣ / ٧٧ . بالنظر لكون أغلب مضامين المبحث الأخير المتعلق بوصف الجنة والنار ، قد استوحيناها من القرآن الكريم ، لذا نحيل إلى مصادر الحديث لمن أراد الإطلاع على مضامينه التي توسعت في وصف نعيم الجنة وعذاب النار ، فراجع : بحار الأنوار / المجلسي ٨ : ١١٦ ـ ٢٢٢ ، و ٣٨٠ ـ ٣٢٩ ، إحياء علوم الدين / الغزالي ٥ : ٣٨٥ ـ ٣٩٢ و ٣٧٤ ـ ٣٨١ .