حِسَابَهُم ) (١) الحساب : هو المقابلة بين الأعمال والجزاء عليها ، والمواقفة للعبد على ما فرط منه ، والتوبيخ له على سيئاته ، والحمد له على حسناته ، ومعاملته في ذلك باستحقاقه (٢) .
والله تعالى يخاطب عباده من الأولين والآخرين بمجمل حساب عملهم مخاطبةً واحدةً ، يسمع منها كلّ واحد قضيته دون غيرها ، ويظنّ أنه المخاطب دون غيره ، لا تشغله تعالى مخاطبة عن مخاطبة ، ويفرغ من حساب الأولين والآخرين في مقدار ساعة من ساعات الدنيا (٣) .
وفي قوله تعالى : ( وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) (٤) ورد في الخبر أنه تعالى يحاسب الخلائق كلّهم في مقدار لمح البصر ، وروي بقدر حلب شاةٍ (٥) .
وعن الإمام الصادق عليهالسلام في قوله تعالى : ( فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) (٦) قال : « لو ولي الحساب غير الله لمكثوا فيه خمسين ألف سنة من قبل ان يفرغوا ، والله سبحانه يفرغ من ذلك في ساعة » (٧) .
وسئل أمير المؤمنين عليهالسلام : كيف يحاسب اللهُ الخلقَ على كثرتهم ؟ فقال : « كما يرزقهم على كثرتهم » قيل : فكيف يحاسبهم ولا يرونه ؟ قال : « كما
__________________________
١) سورة الغاشية : ٨٨ / ٢٥ ـ ٢٦ .
٢) تصحيح الاعتقاد / المفيد : ١١٣ .
٣) الاعتقادات / الصدوق : ٧٥ .
٤) سورة البقرة : ٢ / ٢٠٢ .
٥) مجمع البيان / الطبرسي ٢ : ٥٣١ .
٦) سورة المعارج : ٧٠ / ٤ .
٧) مجمع البيان / الطبرسي ١٠ : ٥٣١ .