وروي عن الإمام الصادق عليهالسلام في تفسيرها أنه قال : « إن كانوا يعذّبون في النار غدوّاً وعشياً ، ففيما بين ذلك هم من السعداء . لا ولكن هذا في البرزخ قبل يوم القيامة ، ألم تسمع قوله عزَّ وجلَّ : ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) » (١) .
٢ ـ قوله تعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ) (٢) قال كثير من المفسّرين : إنّ المراد بالمعيشة الضنك عذاب القبر وشقاء الحياة البرزخية ، بقرينة ذكر الحشر بعدها معطوفاً بالواو الذي يقتضي المغايرة ، ولا يجوز أن يراد به سوء الحال في الدنيا ، لأن كثيراً من الكفار في الدنيا هم أحسن حالاً من المؤمنين ، وفي معيشة طيبة لا ضنك فيها (٣) .
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « واعلموا أن المعيشة الضنك التي قالها تعالى : ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ) هي عذاب القبر » (٤) .
أدلته من السنة : تكاثرت الروايات الدالة على عذاب القبر وثوابه من طرق الفريقين (٥) ، وتوسعت في بيان تفاصيله ، وقد ذكرنا بعضها في
__________________________
١) مجمع البيان / الطبرسي ٨ : ٨١٨ .
٢) سورة طه : ٢٠ / ١٢٤ .
٣) الأربعين / البهائي : ٤٨٨ .
٤) شرح ابن أبي الحديد ٦ : ٦٩ ـ دار إحياء الكتب العربية ـ مصر ، أمالي الطوسي : ٢٨ / ٣١ .
٥)
راجع : الكافي / الكليني ٣ : ٢٣١ ـ ٢٣٩ ، ٢٤٤ ـ ٢٤٥ و ٢٥٣ / ١٠ ، المحاسن / البرقي : ١٧٤ ـ ١٧٨ ـ دار الكتب الإسلامية ـ قم ، بحار الأنوار / المجلسي