رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد تبعه بلا حذاء ولا رداء ، حتى لحّده وسوّى اللبن عليه ، فقالت أمّ سعد : يا سعد ، هنيئاً لك الجنة . فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « يا أُمّ سعد مَه ، لا تجزمي على ربك ، فإنّ سعداً قد أصابته ضمّة » وحينما سُئل عن ذلك قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنه كان في خُلقه مع أهله سوء » (١) .
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ضغطة القبر للمؤمن كفّارة لما كان منه من تضييع النعم » (٢) .
٣ ـ سؤال منكر ونكير : وفي عالم البرزخ ينزل الله سبحانه على الميت وهو في قبره ملكين ، وهما منكر ونكير ، فيقعدانه ويسألانه عن ربه الذي كان يعبده ، ودينه الذي كان يدين به ، ونبيه الذي أُرسل إليه ، وكتابه الذي كان يتلوه ، وإمامه الذي كان يتولّاه ، وعمره فيما أفناه ، وماله من أين اكتسبه ، وفيما أنفقه ، فإن أجاب بالحقّ استقبلته الملائكة بالروح والريحان ، وبشرته بالجنة والرضوان وفسحت له في قبره مدّ البصر ، وإن تلجلج لسانه وعيي عن الجواب ، أو أجاب بغير الحقّ ، أو لم يدرِ ما يقول ، استقبلته الملائكة بنُزلٍ من حميم وتصلية جحيم ، وبشّرته بالنار .
وقد تظافرت بذلك الأخبار الصحيحة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل البيت عليهمالسلام واتفق عليه المسلمون (٣) ، فهو ممّا يجري مجرى الضرورة من الدين .
__________________________
١) علل الشرائع : ٣٠٩ / ٤ ، أمالي الصدوق : ٤٦٨ / ٦٢٣ ، أمالي الطوسي : ٤٢٧ / ٩٥٥ .
٢) ثواب الأعمال / الصدوق : ١٩٧ ـ منشورات الرضي ـ قم ، علل الشرائع / الصدوق : ٣٠٩ / ٣ ، أمالي الصدوق : ٦٣٢ / ٨٤٥ .
٣) راجع : الكافي / الكليني ٣ : ٢٣٢ / ١ و ٢٣٦ / ٧ و ٢٣٨ / ١٠ و ١١ و ٢٣٩ / ١٢ ،