مَعَادٍ ) (١) ، وفي الحديث : « واصلح لي آخرتي التي فيها معادي » .
والمبدئ المعيد : من صفات الله تعالى ، لأنّ الله سبحانه بدأ الخلق إحياءً ، ثمّ يميتهم ، ثم يعيدهم إلى الحياة يوم القيامة ، قال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ) (٢) .
المعاد في الاصطلاح : هو الوجود الثاني للأجسام وإعادتها بعد موتها وتفرّقها (٣) .
وعرّف أيضاً بأنه الرجوع إلى الوجود بعد الفناء ، أو رجوع أجزاء البدن إلى الاجتماع بعد التفرّق ، وإلى الحياة بعد الموت ، ورجوع الأرواح إلى الأبدان بعد المفارقة (٤) . واختلفوا في حقيقته ؛ أهو روحاني فقط ، أم هو جسماني ؛ فالقائلون بأنه روحاني فقط ، هم جمهور الفلاسفة الذين توقفوا عند قاعدتهم العقلية التي تقول : إن المعدوم لا يعاد . فلما كانت الأبدان تنعدم بعد الموت ، فلا يمكن أن تعاد ثانية ، وعليه جعلوا المعاد وما يتعلّق به من شأن الروح وحدها التي لا يعتريها الفناء .
__________________________
١) سورة القصص : ٢٨ / ٨٥ .
٢) سورة الروم : ٣٠ / ٢٧ ، وراجع في المعنى اللغوي : لسان العرب / ابن منظور ـ عود ـ ٣ / ٣١٥ ـ أدب الحوزة ـ قم ، مفردات القرآن / الراغب ـ عود ـ : ٣٥١ ـ المكتبة المرتضوية ـ طهران ، المصباح المنير / الفيومي ـ عاد ـ ٢ : ١٠١ ـ مصر ، معجم مقاييس اللغة / ابن فارس ـ عود ـ ٤ : ١٨١ ـ دار الفكر ـ بيروت .
٣) النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر / الفاضل المقداد : ٨٦ ـ انتشارات زاهدي .
٤) شرح المقاصد / التفتازاني ٥ : ٨٢ ـ الشريف الرضي ـ قم .