فالمقصود (١) من معرفة المعرب مثلا ، أن يعرف أنه مما يختلف (٢) آخره في كلامهم ليجعل آخره مختلفا فيطابق كلامهم. فمعرفته متقدمة على معرفة أنه مما يختلف آخره ، فلو كان معرفته المتقدمة حاصلة بمعرفة هذا الاختلاف وتعريفه به ، وجب أن يعرف أولا بأنه مما يختلف آخره في كلام العرب ، ليعرف أنه مما يختلف آخره فيلزم تقدم الشيء على نفسه. فينبغي أن يعرّف أولا بغير ما عرّفه به الجمهور ويجعل ما عرّفوه به من جملة أحكامه كما فعله المصنف. و (حكمه) (٣) أي : من جملة (٤)(٥) المعرب ، وآثاره المترتبة عليه (٦) من حيث هو معرب ، (أن يختلف آخره) أي : الحرف الذي هو آخر المعرب ذاتا (٧) ، ...
__________________
(١) قوله : (فالمقصود) إشارة إلى أن ليس في نفس التعريف فساد ، بل هو في المقصود من التعريف ، وبيانه أن المقصود من تعريف المعرب أن يعلم المعرب بوجه صالح ؛ لأن يكون وسطا للحكم بأن هذا أو ذاك مما يختلف آخره باختلاف العوامل ، بأن يقال : هذا معرب وكل معرب مما يختلف آخره باختلاف العوامل فهذا مما يختلف آخره باختلاف العوامل ، ولا شبهة في حصول الوجه الصالح من تعريف المصنف لصحة أن يقول : زيد في قام ، معرب أي : مركب ، لم يشبه مبني الأصل ، وكل معرب مما يختلف آخره باختلاف العوامل فزيد مما يختلف آخره باختلاف العوامل ، بخلاف تعريف الجمهور. (عبد الغفور).
(٢) أي : على معرفة وصفه وهو اختلاف آخره باختلاف العوامل ؛ لأن المعرب ذات ، والاختلاف صفة ، والذات متقدمة على الصفة طبعا ، فناسب أن يقدم ذات المعرب وضعا بأن يعرف أولا بحيث يعرف به ذاته ليناسب الوضع الطبع. (محرم).
(٣) في اختيار هذا الحكم إشارة إلى وجه العدول عن تعريف المشهور للمعرب. (عصمت).
(٤) يشير إلى أن الاختلاف المذكور حكم من أحكامه ، وخاصة من خواصه ، وليس مجموع أحكامه.(توقادي).
(٥) إشارة إلى أن إضافة الحكم إلى الضمير للجنس لا للاستغراق ، فيؤول المعنى إلى أنه بعض حكمه.(عصام).
(٦) قوله : (وآثاره المترتبة عليه) يشير إلى المراد بالحكم هنا الحكم المتعارف عند الأصوليين ، كما يقال : المترتب الفرض أن يثاب بفعله ويعاقب بتركه ، أي : الحكم المترتب عليه في الآخرة الثواب بفعله والعقاب بتركه ، لا الحكم الذي بمعنى المحكوم. (جلبي).
(٧) تمييز عن نسبة يختلف إلى الآخر ، فتقديره أن يختلف لفظ آخره ، ثم أزيد الفعل عنه ونسب إلى آخره ونصب لفظا على التمييز ، أو وصف للمصدر المحذوف ، أو على المصدرية بحذف المضاف تقديره يختلف آخره اختلافا ملفوظا. (علي رضا).