إشارة (١) إلى أن المختار عنده ما ذهب إليه سيبويه (٢) ، من أن أداة التعريف هي (٣) : اللام(٤) وحدها زينت عليها همزة الوصل لتعذر الابتداء (٥) بالساكن. وأما الخليل (٦) : فقد ذهب إلى أنها أل ك : (هل) والمبرد :
إلى أنها الهمزة المفتوحة وحدها ، زيدت اللام للفرق بينهما وبين همزة الاستفهام وإنما اختص دخول حرف التعريف بالاسم ؛ لأنه (٧) موضوع لتعيين معنى مستقل بالمفهومية يدلّ عليه اللفظ مطابقة ، والحرف لا يدلّ على المعنى المستقل بالمفهوميّة والفعل يدلّ عليه تضمّنا لا مطابقة وهذه الخاصة ليست شاملة لجميع أفراد الاسم ، فإن حرف التعريف (٨) لا يدخل على الضمائر ، وأسماء الإشارة وغيرها ، كالموصولات
__________________
(١) فإن قلت : ما فائدة قول المصنف من لفظ دخول ، ولم يقل : ومن خواصه اللام الجر ، قلنا : نفس اللام. (علي رضا).
(٢) ولاختصاصه ببعض اللغات ولجواز أن تقول : إن الميم ليست للتعريف بل هي بدل من لام التعريف. (لارى).
(٣) أي : في ضمن اختار المصنف اللام على الألف واللام ، وعلى الألف وحده ، وعلى حرف التعريف أيضا إلى أن المختار ... إلخ. (بخاري).
(٤) لأن في حرف التعريف ثلاثة مذاهب ، والمختار منها عند المصنف مذهب سيبويه ؛ لأنه مقتدى في هذا الفن ومذهبه يكون أقوى المذاهب. (محرم).
(٥) الحصر المستفاد من هذه العبارة إضافي ، أي : ليست الهمزة ومجموع الهمزة واللام فلا يرد أن حرف النداء أيضا يكون أداة التعريف. (عصمت).
(٦) إنما اختار اللام ؛ لأنه ثابت مع الاسم المعرف درجا وابتداء ، بخلاف الهمزة دال فهو أحق بجعله علامة يعرف بها الاسم. (عصام).
(٧) لأن اللام زيدت ولا ساكنة لم يتحرك ، وإن كان في الأصل في الكلمات الموضوعة على حرف واحد الحركة ؛ لأنه لو حرك بالضم لزم الثقل ، ولو حرك بالفتح لا لتبست باللام الجارة ، فزيدت همزة الوصل ؛ لأنها كثيرا ما تزاد عند لزوم الابتداء بالساكن ؛ ليمكن الابتداء به ، قال العصام ونصر : مذهب سيبويه أن التعريف نقيض التنكير ، ودليله حرف ساكن فيناسب أن يكون دليله حرفا ساكنا. (توقادي).
(٨) أي : ذهب الخليل إلى أن أراد التعريف كلمة أل على وزن هل ، وهمزته في الأصل قطعت جعلت وصلية طلبا للخفة المدعوة لكثرة استعمالها ، لما رأي في جميع الاستعمالات أن الهمزة لا ينفك من اللام في الكتابة درجا وابتداء ، ولو كانت زائدة لجاز حذفها في بعض الاستعمالات كما هو حال حروف الزوائد ، ذهب إلى أنها أصلية غير زائدة كاللام. (عصمت).