لالتبس (١) (نفسه) الذي هو التأكيد بالفاعل (٢) ولما وقع الالتباس في هذه الصورة أجرى بقية الباب عليه.
وإنما قيد الضمير بالمرفوع ، لجواز تأكيد الضمير المنصوب والمجرور بالنفس والعين بلا تأكيدهما بالمنفصل (٣) ، نحو : (ضربتك نفسك) (ومررت بك نفسك (٤) ، لعدم اللبس ، وبالمتصل لجواز تأكيد المرفوع المنفصل بالنفس والعين بلا تأكيده بالمنفصل نحو : (أنت نفسك قائم) لعدم اللبس (٥) ، وإنما قيد بالنفس والعين لجواز تأكيد المرفوع المتصل ب : (كلّ) و (أجمعين) (٦) بلا تأكيد ، نحو : (القوم جاءوني كلّهم وأجمعون) لعدم التباس التأكيد بالفاعل ؛ لأن (كلا وأجمعين) يليان العوامل قليلا (٧) ، بخلاف (النفس والعين) فإنهما يليانها كثيرا.
(وأكتع (٨) ...
__________________
(١) فإن قيل : لالتبس في قولك : الزيدان قاماهما نفسهما قيل : أكد جميع مع عدم اللبس طردا للباب كما هو معروف في لغتهم. (محصول).
(٢) لا يعلم أن هذا الكلام مؤكد يجب أن يعمل بمفهومه ويعتمد عليه وأنه حال عن التأكيد فيحتمل الصدق والكذب كما هو شأن الحال عن التأكيد فوجب أن يؤكد أولا بالضمير المرفوع المنفصل ثم بالنفس حتى يعمل يقينا أن كلام مؤكد يعتمد عليه. (توقادي).
(٣) هذا من باب التغلب وإلا فالمجرور لا منفصل ؛ لأنهما ليسا كالجزء لكونهما فضلة. (شرح).
(٤) فإن قيل : لم يعد حرف الجر في التأكيد كما يعاد في العطف قلنا المؤكدة ليست بمقصودة من الكلام وإذا أعيد الجاد يصير مقصودا بخلاف العطف.
(٥) لأنه لما كان منفصلا بارزا كان كالمظهر في الاستعمال وعدم الالتباس فلا احتياج إلى التأكيد والاختصار مطلوب. (م ح).
(٦) وما يتفرع مهما ؛ لأن كل واحد منهما غير مستقل ؛ لأنه لم يوجد في سعة الكلام ما يسند إليه الفعل بالاستقلال فلا يقال جاء كلهم أجمعون. (م ح).
(٧) أي : لا يقعان فاعلا ومفعولا إلا قليلا فلا يقال القوم جاء كلهم أو أجمعون وإنما يقال جاء كل القوم أو جاء جميع الرجال. (محمد أفندي).
(٨) وأعلم أن هذه الألفاظ المؤكدة لها ترتيب حاصل في لسان العرب وأخلال ذلك الترتيب وهو أن يذكر أو لا ثم اجمع ثم اكتع ثم ابصع ثم اتبع ؛ لأن الثلثة لا خيره اتباع لا جمع. (عوض).
ـ قال واكتع واخواه إذا أردت الجمع بين ألفاظ التأكيد وذلك غير كلا فترتيبه ترتيب المتن أما تقديم النفس على الكل فلان الإحاطة صفة للنفس وتقديم النفس أولى وأما تقديمها على العين ـ