الجامع) و (جانب الغربي) و (صلاة (١) الأولى) و (بقلة الحمقاء) (٢) فإن في كل واحد من هذه التراكيب أضيف موصوف إلى صفته.
فإن (الجامع) صفة (المسجد) و (الغربي) صفة (الجانب) و (الأولى) صفى (الصلاة) و (الحمقاء) صفة (البقلة).
وقد أضيف إليها موصوفاتها ، (٣) وأجيب : بأن مثل : هذه التراكيب متأول (٤) فمسجد الجامع ، متأول ، (٥) بمسجد الوقت الجامع.
وذلك يحتمل معنيين :
أحدهما : أن يكون الوقت مقدارا في نظم الكلام ، ويكون المسجد مضافا إليه والجامع صفة (٦) للوقت فيندفع الإيراد بوجهيين : فإن الجامع ليس مضافا إليه ولا صفة للمضاف.
وثانيهما : أن يكون (الوقت) محذوفا ، و (الجامع) قائما مقامه منطويا عليه ، فيكون بمنزلة الصفات (٧) الغالبة ، فيضاف المسجد إليه ، فيندفع الإيراد بوجه واحد ، وهو أن
__________________
(١) وصلاة الأولى أي : الظهر ؛ لأن أول صلاة علمها جبرائيل النبي عليهالسلام. (قدقي).
(٢) وإنما نسبوها إلى الأحمق ؛ لإنها تنبت في مجاري السيول ومواطئ الأقدام. (جلبي).
(٣) فيه أن أحدهما معرفة والآخر نكرة فكيف يكون موصوفها. (ح).
(٤) التأويل : الطلب ، يعني : طلب الحال بالصرف عن فاعله.
(٥) بحذف الموصوف بالمضاف إليه أي : مسجد الوقت الجامع وجانب العربي وصلاة الساعة الأولى وبقلة الحبة الحمقاء وهذا جواب ما يقال أن الجامع والغربي والأولى والحمقاء صفات وقد أضيف إليها موصوفاتها. (حواشي هندي).
(٦) لأنه كما يصح وصف المسجد بكونه جامعا ؛ لأنه موضع للاجتماع يصح وصف الوقت بكونه جامعا ؛ لأنه وقت يجتمع فيه وكذا الكلام في بواقته. (وجيه الدين).
(٧) والمراد من الصفات الغالبة وهي التي لم يذكر موصوفاتها باكتفاء ذكرها كما يذكر الصفة المشبهة والاسم الفاعل والمفعول بدون موصوفاتها لكن الموصوف مراد بها في المقام فتأمل وجه التأمل إنه لم يذكر الموصوف هناك لغلبة تلك الصفة على موصوفاتها في الاسمية ولذلك اكتفى بذكرها دون مصوفاتها. (داود رحمهالله).
ـ كأدهم وأرقم يعني : أن الجامع كان صفة لكل ما يجتمع فيه الناس سواء كان مسجدا أو غيره ثم غلب استعماله على المسجد الذي يجتمع فيه في أوقات الصلاة فإضافة المسجد إلى الجامع من إضافة العام إلى الخاص. (هندي ح). ـ