الاختصاص الذي هو مدلول اللام ، فقولك : (يوم الأحد) ، و (علم الفقه) و (شجر الأراك) بمعنى اللام ، ولا يصح إظهار اللام فيه. (١) وبهذا الأصل يرتفع الإشكال عن كثير من مواد الإضافة اللامية ، ولا يحتاج (٢) فيه إلى التكلفات البعيدة (٣) مثل : (كل رجل) و (كل واحد).
(وهو) أي : كون الإضافة بمعنى (في) (قليل) في استعمالاتهم وردها أكثر النحاة إلى الإضافة بمعنى اللام.
فإن معنى : (ضرب اليوم) ، ضرب له اختصاص باليوم ، بملابسة الوقوع (٤) فيه.
فإن قلت (٥) : فعلى هذا يمكن رد الإضافة بمعنى (من) أيضا إلى الإضافة بمعنى
__________________
ـ قوله (فقولك يوم الأحد ... إلخ) الأنسب بحسب المعنى أن تكون هذه الإضافات بيانية وإظهار من فيها حال من التكلف إلا أن أئمة العربية جعلوها لامية ولا يظهر فادعاءهم إليه وكذا كل رجل فالأظهر فيه أن يكون الإضافة بمعنى من أي : كل هو رجل وصح حمل المفرد على كل مع متعدد ؛ لأنه متناول للمتعدد على سبيل البدل. (ع ص).
(١) أي : في هذا القول إذا لم يستعمل يوم للأحد وكذا الحال في الباقين وفي مسجد الجامع وطور سينا والأسماء اللازمة الإضافة فإذا قطعت وجب تنافر ؛ لأنه غير مأنوس والقائل (عبد الغفور). (لارى).
(٢) قوله : (ولا يحتاج ... إلخ) قيل في تصحيح إضافة كل رجل إن كلا لإحاطة جزئيات الكلي أضيف هو إليه وإضافة الجزئي إلى الكلي بمعنى اللام لكن يمنع إظهار اللام إلا بعد تأويل بالجزئيات أو الأفراد وإلا لزم فك كل من الإضافة وذا لا يجوز ورد عليه بأن كلا للإحاطة والجزئي والفرد ملحوظ من جانب المضاف إليه كما تقرر في الميزان فتصحيح إضافة الجزئي إلى الكلي لا يجر في تصحيح إضافة إلى الكلي إلى الجزئي أو الفرد. (وجيه الدين).
(٣) مثل أن يقال في يوم الأحد يوم مخصوص للأحد باعتبار أنه من قبيل إضافة المسمى الحاسمة ؛ لأن الأحد يوم من أيام الأسبوع فأضيف ذلك اليوم إلى اسمه وخص به وفي علم الفقه علم مخصوص للفقه باعتبار كون الفقه جزءا منه فأضيف الكلي إلى الجزء لعلاقة الجزئية وخصوبه وكذا شجر الأراك. (جلبي).
(٤) كقول العرب : كوكب الخرقاء لسهيل أي : كوكب له اختصاص بالمرأة الخرقاء غلاسة أنها تسرع للتهئ لأسباب الشتاء عند طلوعه لأقبله كما هو شأن النساء المديرة للأمور فصار كأن كوكب مختص للمرأة الخرقاء.
(٥) والتحقيق وهو أن كثيرا ما ينزل ظرف الحدث منزلة الفاعل فيسند إليه لإضافة إليه أيضا لهذا ـ