اللام للاختصاص الوقع بين المبيّن والمبيّن ، قلنا : نعم ، لكن لما كانت الإضافة بمعنى (في) قليلا ردوها إلى الإضافة بمعنى اللام ، تقليلا للاقسام وأما الإضافة بمعنى (من) فهي كثيرة في كلامهم ، فالأولى بها أن تجعل قسما على حدة.
نحو (غلام زيد) مثال للإضافة بمعنى اللام أي : لزيد (وخاتم فضة).
مثال للإضافة بمعنى (من) أي : خاتم من فضة (وضرب اليوم) مثال للإضافة بمعنى (في) ، أي : ضرب (١) واقع في اليوم.
(وتفيد) (٢) أي : الإضافة المعنوية (تعريفا) أي (: تعريف المضاف (مع) المضاف إليه (المعرفة) ؛ لأن الهيئة التركيبية في الإضافة المعنوية موضوعة للدلالة على معلومية المضاف ، لا أنّ نسبة أمر إلى معين يستلزم معلومية المنسوب ومعهوديته ، فإن ذلك غير لازم ، كما لا يخفى. (٣)
فإن قلت : قد يقال (جاءني غلام زيد) من غير إشارة إلى واحد معين (٤) ، فلا تكون هيئة التركيب الإضافي موضوعة لمعلومية المضاف.
__________________
ـ التنزيل فمعنى ضرب اليوم كمعنى ضرب زيد فيكون بمعنى اللام وليس هذا الوجه جاريا في خاتم فضة فافترقا ويمكن أن يقال أنهم ينزلون منزلة الفاعل لا مطلقا بل فيما يقصد فيه النكتة كالمبالغة في مكر الليل ونهاره صائم. (ع ص وجيه الدين).
(١) قوله : (أي : ضرب واقع في اليوم) هذا بيان لكون اليوم ظرفا للضرب بيان أنه متعلق بواقع حتى يتوجه عليه ما قيل الظاهر أن في اليوم فيما هو أصل اليوم أعني ضرب في اليوم متعلق بالضرب وليس صفة بتقدير واقع في اليوم. (وجيه).
(٢) استئنافا واعتراض أو عطف على ما قبلها بحسب المعنى كأن قيل ينقسم لإضافة إلى كذا وكذا. (م ع).
ـ وهو بيان فائدة الإضافة المعنوية ؛ لأن إضافة الاسم إلى اسم فعل اختياري لا بد له من غرض وإلا لكان عبسا. (رضا).
(٣) لأن نسبة الفعل إلى فاعل المعين لا يستلزم معهودية الفعل وتعريفه ولهذا كان الفعل نكرة هذا ما ذكره الشارح ويرد عليه أن ما ذكره من كون الهيئة التركيبية موضوعة وإلا يلزم أن يكون غلام رجل أيضا معرفة اللهم إلا أن يقال أن المراد الهيئة التركيبية المتخذة مع الإضافة إلى المعرفة وهذا قال المصنف والرضي. (حاشية ح).
(٤) من غلمان له مريد اختصاص بزيد أما بكونه أعظم قلمانه إذا شهر وغلاما معهودا بينك وبين المخاطب بحيث يرجع إطلاق اللفظ إليه دون سائر غلمانه. (م ح).