الوجه) بتقدير (من) البيانية ، فإن ذكر الوجه في قولنا : (جاءني زيد الحسن الوجه) بمنزلة التمييز (١) ، فإن في إسناد (الحسن) إلى (زيد) إبهاما.
فإنه لا يعلم أي شيء منه حسن (٢) ، فإذا ذكر الوجه فكأنه قال من حيث الوجه فإن قلت : هذا في الحقيقة تخصيص ، فلا يصح أن يقال : إن الإضافة اللفظية لا تفيد إلا تخفيفا في اللفظ قلنا : كان (٣) هذا التخصيص (٤) واقعا قبل (٥) الإضافة ، فلا يكون مما تفيده الإضافة فليست فائدة الإضافة اللفظية إلا التخفيف في اللفظ.
(وهي) أي : الإضافة (٦) بتقدير حرف الجر ب : (معنوية) أي : منسوبة إلى المعنى ؛ لأنها (٧) تفيد
معنى في المضاف ، تعريفا أو تخصيصا (ولفظية) أي : منسوبة إلى اللفظ فقط دون المعنى لعدم سرايتها (٨) إليه.
__________________
(١) الذي يدخل عليه من البيانية لتأكيد البيان كما في ولله دره من فارس وقال من قائل. (لمحرره).
(٢) أي : عضو من أعضائه وأي وصف من أوصافه حسن فلزم بيان موضع الحسن ليعلم ما هو المقصود والمراد. (شرح).
(٣) قوله : (كان هذا التخصيص ... إلخ). وذلك انضارب في ضارب زيد أو حسن في حسن الوجه بالرفع قد خصصا بالمفعول والفاعل. (وجيه الدين).
(٤) لأن الحسن عاما شائعا قبل الإضافة فلما أضيف إلى الوجه صار خاصا به وأفادت الإضافة التخصيص. (توقادي).
(٥) قوله : (قبل الإضافة) ؛ لأن المضاف إليه في الإضافة اللفظية ليست منسوبا إليه بواسطة حرف الجر نحو حسن الوجه مثلا بل نسبة المضاف إلى المضاف إليه فيها نسبة الصفة إلى فاعلها ومفعولها وتلك النسبة ليست بواسطة حرف الجر فلا يفيد الإضافة اللفظية الاختصاص.
(٦) أشار إلى أن الضمير الراجع إلى الإضافة المفهومة من قوله فالتقدير شرطه أن يكون إلخ. (جلبي).
(٧) قوله : (لأنها تفيد معنى أراد به) ما قام بالغير وهو معنى التعريف والتخصيص وأراد بالمعنى المذكور في المدعى ما يقابل اللفظ. (لارى).
(٨) قوله : (لعدم سرايتها إليه) لعدم سراية فائدتها من اللفظ إلى هذا تعليل أنيق والحاصل أن كل واحد من التعليلين المذكورين في المعنوية واللفظية يصلح لهما ؛ لأنه يستفاد من قوله ؛ لإنها تقيد معنى في المضاف تعريفا أو تخصيصا ؛ لأن اللفظية تفيد في المضاف تخفيفا ويستفاد من قوله لعدم سرايتها إليه إنما نسب إلى المعنى لسراية فائدتها من اللفظ إلى المعنى فيوجد حسن التقابل بهذا الاعتبار من الطرفين مرتين. (مصطفى جلبي).