(مجردا) أي : منسلخا (١) عنه (تنوينه) أو ما قام (٢) مقامه من نوني التثنية والجمع.
(لاجلها) أي : لأجل الإضافة ؛ لأن التنوين أو النون دليل تمام ما هي فيه.
فلما أرادوا أن يمزحوا الكلمتين مزجا تكتسب به الأولى من الثانية التعريف أو التخصيص أو التخفيف ، حذفوا من الأولى علامة تمام الكلمة ، وتموها بالثانية.
ثم المتبادر من هذا التعريف نظرا إلى كلام القوم ، حيث ليسوا قائلين بتقدير حرف الجر في الإضافة اللفظية أنه غير شامل للمضاف إليه بالإضافة اللفظية لكن الظاهر من كلام المصنف في المتن والتصريح في شرحه له أن التقسيم إلى الإضافة المعنوية واللفظية إنما هو للإضافة بتقدير حرف الجر ، لكنه لم يبين تقدير حرف الجر فيها لا في المتن ، ولا في شرحه ولم ينقل عنه شيء فيه من سائر مصنفاته.
وقد تكلف بعضهم في إضافة الصفة إلى مفعولها ، مثل ، ضارب زيد ، بتقدير اللام ، تقوية للعمل ، أي : (ضارب لزيد) وفي بالإضافة إلى فاعلها مثل : (الحسن
__________________
(١) قوله : (أي : متسلخا) أشار بهذا إلى أن قوله مجرورا مجاز من باب ذكر اللازم وإرادة الملزوم إذا التجريد لازم الانسلاخ فقول المحشي رح يعين أريد بالتجريد الانسلاخ الذي لازم معناه خطأ ويمكن جعله من باب التضمين أيضا وتوجيه الشارح أحسن من جعله من باب القلب الذي ذكر في علم المعاني أي : مجردا هو تن تنوينه كما ذهب إليه الهندي. (مصطفى جلبي).
(٢) قوله (منسلخا عنه) إنما فسر الشارح قوله مجردا بقوله منسلخا عنه ؛ لأن قوله مجرد تنوينه غير صحيح ؛ لأن معناه زال الاسم وبقي التنوين إذ يقال جرد ثياب الرجل إذا زال الرجل وبقي الثياب وهذا فاسد جدا إذ لو تضمن معنى الانسلاخ يكون صحيحا إذا المعنى زال التنوين وبقي الاسم إذ يقال انسلخ الرجل عن ثيابه أي : زال الثياب وبقي الرجل.
ـ أي : زائلا عنه فالانسلاخ مستفاد من انسلاخ الجلد كما أن السلخ بمعنى الإزالة في قوله تعالى : (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ) [يس : ٣٧] مستعار من سلخ الجلد. (وجيه الدين).
ـ فإن قيل يشكل ذلك نحو الحسن الوجه حيث لم يجرد تنوينه ولا ما يقوم مقامه وأجيب بأن المراد مجرد تنوينه لأجل الإضافة حقيقة أو حكما وهاهنا قد حذف ما يقوم مقامه حكما حيث حذف ما أضيف إليه فاعله الذي كالجزء منه إذا الأصل الحسن وجهه والمضاف إليه قائم مقام التنوين فلما حذف من فاعل المضاف فكأنه حذف من المضاف لمكان الجزئية فإن قيل يشكل ذاك نحو : كم رجل وضاربك وحوّاج بيت الله لم يكن فيها تنوين حتى يجرد لأجل الإضافة قلنا المراد لو كان فيه تنوين يحذف لأجلها كذا ذكره المصنف في شرحه فلا يرد ما قيل. (وجيه الدين).