فخفف (يا غلامي) بوجهين : حذف الياء وابقاء الكسرة دليلا عليه ، وقلب الياء الفا ؛ لأن الألف والفتحة أخف من الياء والكسرة.
وهما أي : هذان (١) الوجهان ، وان كانا واقعين في المنادى المضاف إلى ياء المتكلم لكن لا يقعان في كل منادى كذلك ، بل فيما غلب عليه الاضافة (٢) إلى ياء المتكلم ، واشتهر بها لتدل الشهرة على الياء المغيرة بالحذف أو القلب فلا تقول : (يا عدوّ) و (يا عدوّا). وقد جاء شاذا في المنادى (يا غلام) بالفتح اكتفاء بالفتحة عن الألف.
(و) يكون المنادى المضاف إلى ياء المتكلم (بالهاء (٣)) (٤) في هذه الوجوه كلها (وقفا) أي : في حال الوقف ، تقول : (يا غلاميه) و (يا غلامية) و (يا غلامه) و (يا
__________________
(١) فيكون الألف واللام للعهد الخارجي أو للجنس كما في الرجل خير من المرأة لا للاستغراق ولا للعهد الذهني فراجع (داود).
(٢) قال بعض المحققين الشذوذ في غير يا بني فإنه كثر فيه الفتح لثقل اليائين يعني كثر فيه الفتح بسبب قلب الياء الثانية ألفا وحذف الألف والاكتفاء بفتح ما قبل الياء وهو الياء الأولى وفيه أنه يكون ح : يا بني بفتح ياء واحدة مع أن السماع في القرآن وغيره بيائين مع الإدغام فتأمل (عصمت).
ـ يا بني تصغير الابن وأصل الابن بنو حذفت ضمة الواو للثقل عليه ثم حذف الواو لالتقاء الساكنين بينها وبين النون ثم زيد الهمزة في أوله فقيل ابن ثم صغر الابن فيعود إلى الأصل فصار بنيو اجتمعت الواو وسبقت أحدهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء فصار بني ثم أدخل عليه حرف النداء فقيل يا بني (حواشي هندي).
ـ يعني قياسا مطردا فيهما كما في باقي المنادى المضاف إلى ياء المتكلم من الوجوه الأربعة المذكورة آنفا والوصل والقطع (دم).
(٣) قوله : (بالهاء في هذه الوجوه) الخ. على تقدير أن يكون جعل قوله : (وبالهاء وقفا) مسألة على حدة عطفا على جملة السابقة أو على خبرها يدل على وجوب الهاء في الوقف في الأحوال الأربعة المذكورة لكن الوجوب ليس إلا مع الألف والأولى أن يكون قوله : (بالهاء عطفا) على بلا هاء محذوف تقديره ويكون المنادى المضاف إلى ياء المتكلم بلا هاء وبالهاء وقفا فيفيد العبارة الجواز لكن يحمل على ما يشمل الوجوب أيضا لئلا يشكل بصورة الألف فإن الهاء مع الألف كما ذكرنا (عصمت).
(٤) يعني إذا كان هذه الوجوه توصل إلى ما بعده بلا فاصلة لا يؤتى بالهاء ، وإذا كانت تقطع عما بعدها يؤتى بالهاء فيكون وجود الهاء دليلا على القطع وعدمها دليلا على الوصل.