يكرمك) هذا إذا لم يكن مانع من التقديم كوقوعه في حيّز (أنّ) نحو : (من البرّ أن تكفّ لسانك) (١).
(وقد يحذف الفعل) العامل (٢) في المفعول به ، (لقيام قرينة) مقاليّة أو حالية (جوازا نحو : قولك (زيدا) لمن قال : (من أضرب؟) أي : اضرب زيدا ، فحذف الفعل للقرينة المقالية التي هي السؤال ، ونحو : (مكة) للمتوجة إليها أي : تريد مكة ، فحذف الفعل للقرينة الحالية (ووجوبا في أربعة مواضع) تخصيصها بالذكر ليس للحصر ، لوجوب الحذف في (باب الإغراء) (٣) و (المنصوب على المدح أو الذم أو الترحّم) بل لكثرة مباحثها (٤) بالنسبة إلى هذه الأبواب.
(الأول) من تلك المواضع الأربعة (سماعي) (٥) أي : مقصور على السماع ، لا يتجاوز عن أمثلة محدودة مسموعة بأن يقاس عليها أمثلة أخرى ، (نحو : (امرأ ونفسه).
__________________
ـ وهو اسم تضمن معنى حرف الشرط ؛ لأن معناه أن زيدا في محل النصب عليأنهأن أنه مفعول به ، إلا أنه وجب تقديمه للصدارة. (توقادي).
(١) لأن أن موصولة فلا يتقدم ما في حيز الموصول ؛ لأنه كجزء الكلمة منها ، فكما لا يتقدم جزء الكلمة على أولها فكذلك لا يتقدم ما في حيز الموصول عليه. (أيضاح).
ـ وكذا لا يتقدم المفعول به إذا كان الفعل مؤكدا بنوني التأكيد ، والسر في ذلك أن التأكيد يوزن الاهتمام بشأن الفعل ، وتقديم المفعول توهم خلافه فلا يتقدم المفعول ، وكذا لا يتقدم المفعول على فعل التعجب مثل ما أحسن زيدا ؛ لأنه لا يتصرف فيه ، وكذا لام الابتداء. (عصمت).
(٢) قيل توصيف الفعل بالعامل إشارة إلى أن هذه الحذف غير مختص بالفعل ، بل يحذف عامله الذي شبه الفعل أيضا ، لكن يجب أن يعلم أن العامل الأعم إنما هو في الحذف جوازا ، وفي ما أضمر عامله ، وأما في الحذف وجوبا سماعا ، وفي المنادى والمندوب والتحذير فالعامل المحذوف هو الفعل كما لا يخفي. (عصمت).
(٣) قوله : (في باب الإغراء) وهو معمول الذم المقدر مغرا ، أو معطوف عليه بالواو مع معطوفه ، فالأول أخاك أخاك إن من لا أخاك كساع إلى مكررا بغير سلاح ، والثاني نحو : شأنك. (وجيه الدين).
(٤) أي : مباحث أربعة مواضع بالنسبة إلى أبواب الإغراء ، والمنصوب على المدح والذم ، والترخم وهذا صحيح بالنسبة إلى غير الأول الذي هو السماع. (وجيه الدين).
(٥) يعني حذف الفعل بطريق الوجوب في القسم الأول من هذه الأربعة موقوف الذي هو السماع.(غجدواني).