(ومنها) أي : من تلك المواضع (ما وقع) أي : موضع مفعول مطلق وقع (مضمون جملة ولا محتمل (١) لها) أي : لهذه الجملة.
(غيره) أي : غير المفعول المطلق (نحو : له عليّ ألف درهم اعترافا) أي : اعترفت اعترافا ف : (اعترافا) (٢) مصدر وقع مضمون جملة ، وهي : (له على ألف درهم) ؛ لأن مضمونها الاعتراف ، ولا محتمل لها سواه (٣).
(ويسمى) هذا النوع من المفعول المطلق (تأكيدا لنفسه) أي : لنفس المفعول المطلق ؛ لأنه إنما يؤكد (٤) نفسه وذاته ، لا أمرا يغايره ولو بالاعتبار (٥).
(ومنها) ما وقع مضمون (٦) جملة (٧) لها أي : لهذه الجملة (محتمل غيره) أي : غير
__________________
ـ معه ، وغرض المتكلم كان إسناد ذلك الاسم الحادث إلى صاحبة قرينة للفعل ، والملتزم موضعه وهو الصوت الأول تقديره مررت بزيد فإذا هو يصرخ صراخ الثكلى. (عافية شرح الكافية).
(١) قال : (لا محتمل لها ... إلخ) الأظهر في إفادة المقصود أن يقال : مضمون جملة لا يحتمل غيره ، وفي مقابلة مضمون جملة يحتمل ، فإن لقوله : (لا يحتمل لها غيره) احتمالين : أحدهما أن يكون محتمل اسم مفعول وقع اسم لا التي لنفي الجنس ولها صفة ، وغيره مرفوع بأنه خبر لا ومفعول ما لم يسم فاعله ، وخبر لا محذوف ، والثاني أن يكون محتمل مصدرا ميميا ، وغيره منصوبا منصوب بأنه مفعول بمعنى احتمال للجملة من المصادر وغيره. (عصمت).
(٢) والمراد من الاعتراف فإنه يؤكد حكم الجملة ومضمونها ، لا الجملة ؛ لأن ذلك ليس تأكيدا لا لفظيا ولا معنويا. (نجم الدين).
(٣) بحسب عرف الشرع ، بل بحسب اللغة أيضا في الأقادير ، وإلا فالخبر يحتمل الصدق والكذب. (وجيه الدين).
(٤) من حيث الصدق لا من حيث المفهوم ، مع أن هذا اصطلاح لا مشاحة ، وما يقال من أن الاعتراف مطلق والمضمونة مقيد فلا يكون هو يندفع بأن لا يكون الأول متحقق إلا في ضمن الثاني ، مع أن ذلك ثابت فيما سبق ، وإنما وجب الحذف هنا ؛ لأن الجملة تدل لى اعترف ويقوم مقامه. (عافية شرح الكافية).
(٥) أي : باعتبار جعل الاعتراف المؤكد ملفوظا حكما ، أو باعتبار جعل المؤكد مضمونا حكما ليتوافقا فيؤكد الملفوظ الملفوظ ، والمضمون المضمون فليتأمل. (عافية شرح الكافية).
(٦) واحترز بإضافة المضمون إلى الجملة عما يقع مضمون مفرد نحو : ضربت ضربا فإنه مضمون مفرد. (عافية).
(٧) فإن قلت : مضمون الجملة لا يخلو من أن يحتمل غير مفعول المطلق أو لا يحتمل غيره ، ـ