(ومنها) أي : ومن تلك المواضع (ما وقع) أي : موضع مفعول مطلق وقع (للتشبيه) (١) أي : لأن (٢) يشبّه به أمر آخر ، واحترز به عن نحو : لزيد صوت صوت (٣) حسن (٤) ؛ لأنه لم يقع لتشبيه ، (علاجا) أي : حال كونه دالا على فعل من أفعال الجوارح ، واحترز به عن نحو : لزيد زهد (٥) زهد الصّلحاء ؛ لأن الزهد ليس من أفعال الجوارح.
(بعد جملة) واحترز به عن نحو : صوت (٦) زيد صوت حمار.
(مشتملة) (٧) أي : تلك الجملة (على اسم) كائن (بمعناه) أي : بمعنى المفعول المطلق واحترز به عن نحو : مررت بزيد فإذا له ضرب صوت حمار. (و) على (صاحبه) (٨) أي : على صاحب ذلك الاسم ، أي الذي قام به معناه ، واحترز به عن
__________________
(١) وإنما وجب حذف الفعل في المثال المذكور ؛ لأن صوت يدل على من يصوت معنى ، والصوت في المثال الأول يقوم مقامه لفظا. (غجدواني).
(٢) قوله : (لأن يشبه به ... إلخ) تنبيه إلى أن المشبه مصدر مجهول ؛ لأن المفعول المطلق في هذا الموضع مشبه به ، ولو لم يؤول يشعر كونه مشبها وهو خلاف الواقع. (مصطفى حلبي).
(٣) قال سيبويه : الوصف في الثاني من وجهين : إما على أنه يدل من الأول وإن أعلى أنه مع وصفه وصف الأول ، وإنما حكم بالبدل أو بكونه وصف دون التأكيد ؛ لأن الثاني مع وصفه صار كاسم واحد يفيد ما لم يفيد الأول ، ولو لم يكن معه الصفة لكان تأكيدا لا غير. (كشاف).
(٤) فإنه ليس من هذا الباب ؛ لأن غرض المتكلم جعل الصوت الثاني بدلا من الأول ، وهذا الكلام مستغن عن الفعل. (غجدواني).
(٥) الزهد في اللغة خلاف الرغبة ، تقول : زهد في الشيء وعن الشيء ، وفي اصطلاح ترك حظوظ النفس عن جميع ما في الدنيا ، وبجميع هذه الحظوظية والجاهية وحب المنزلة له عند الناس ، وحب الحمدة والثناء. (وجيه الدين).
(٦) الأول مبتدأ ، والثاني خبره أي : صوت زيد مثل صوت حمار ، كقولك : زيد أسد ، أي : مثل أسد ؛ لأنه لو نصب لبقي المبتدأ بغير خبر ، وما يقوم مقام الخبر. (موشيخ).
(٧) أي : مشتملة على اسم بمعنى المصدر وهو صوت ، ومشتملة على صاحب المصدر وهي المكنى عنه بالضمير في قوله : (له) وجب الحذف لسد الجملة السابقة مسد الحذف. (ص).
(٨) قوله : (وعلى صاحبه ... إلخ) أي : صاحب مدلوله بتقدير المضاف ، ومشتملة تلك الجملة أيضا على صاحب ذلك الاسم ، وهو الاسم الذي اشتملت تلك الجملة ، ولما كان ظاهر هذه العبارة مضطربة متناقضة إذ الصاحب أي : صاحب ذلك الاسم المتكلم في الحقيقة ، وفي المثال المذكور الضمير المجرور في قوله : (له وجهه) بقوله : (أي : الذي قام به معناه) فيكون مجاز ـ