الاسم ، فإن معنى ذلك الاسم جزء معناه (١) ، بل المراد (٢) ، أن معنى الفعل مشتمل عليه اشتمال الكل على الجزء ، فخرج به مثل : (تأديبا) في قولك : ضربته تأديبا ، فإنه وإن كان مما فعلة فاعل فعل مذكور لكنه ليس مما يشتمل عليه معنى الفعل.
وكذلك خرج به مثل : (كراهتي) في نحو : كرهت كراهتي ، فإن للكراهة (٣) اعتبارين، أحدهما : كونها بحيث قامت بفاعل الفعل المذكور واشتقّ منها فعل أسند إليه (٤) ، ولا شكّ أنّ معنى الفعل مشتمل عليها حينئذ.
وثانيهما : كونها بحيث وقع عليها فعل الكراهة فإذا ذكرت بعد الفعل بالاعتبار (٥)
__________________
(١) أي : معنى الفعل الذي هو الحدث والزمان ؛ لأن معنى الاسم واحد وهو الحدث ، ومعنى الفعل متعد وهو الحدث والزمان ، فالواحد جزء من المتعدد فيكون معنى الاسم جزء معنى الفعل. (سمع).
(٢) قوله : (بل المراد أن معنى الفعل مشتمل عليه اشتمال الكل على الجزء) فيه أنه حينئذ يلزم خروج المفعول المطلق النوعي والعددي من تعريفه ؛ لأنهما يدلان على أمر زائد على معنى الفعل ، فلم يكن الفعل مشتملا على معنى المفعول المطلق اشتمال الكل على الجزء ، والجواب أن معنى المفعول هو ذات الحدث الذي دل عليه اللفظ ، وكون ذاك الحدث من نوع كذا ومعدود بعدد كذا ، فمن أوصاف ذلك المعنى ، فالمعنى المعتد به في المفعول المطلق هو ذات ذلك الحدث ، والفعل مشتمل عليه اشتمال الكل على الجزء في جميع أقسامه ، أو المراد من معنى المفعول المطلق قصد به من الأفراد ، والفعل مشتمل عليه اشتمال الكل على الجزء ، أو المراد من الحدث الحدث الذي في ضمن ذلك الفرد ، وبالجملة تحقق الفعل باعتبار الجزء الذي هو الحدث ، تحقق مدلول الاسم الذي هو المفعول المطلق ؛ لأنها متحدان بالذات ، فعلى هذا يخرج عن حد المفعول المطلق أنواعا في ضربت أنواعا ... إلخ. (عصمت).
(٣) الأولى أن يقال : فإن هنا كراهتين أحدهما ما وجد من فعل وغير عنها بكراهتي ، والأخرى ما وجد بعدها تعلقت بتلك الكراهة الأولى تعلق الفعل بالمفعول به ، فعبر عنها بقولك : كرهت ، فهما متغايران بحسب الوجود ، ويجوز أن يراد بكراهتي معنى مصدر كرهت لا ما وقعت سابقة عليها فحينها يكون مفعولا مطلقا والفعل مشتمل على ما قصد منه مثل ما ذكر في كرهت. (عصمت).
(٤) فيكون المصدر مؤكد للفعل ، والفاعل المضاف إليه الفاعل المسند إليه الفعل ، فصار المعنى كرهت كراهة.(م).
(٥) أي : باعتبار كونه قائما بفاعل الفعل المذكور مشتقا منها الفعل أسند إلى ذلك الفاعل ، يعني باعتبار صدورها عن فاعل الفعل المسند إلى فاعل العامل فيها. (م).