يرد (١) عليه نحو : (وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ)(٢) فيشبه المبتدأ الشرط في سببيته للخبر سببية الشرط للجزاء.
(فيصح دخول الفاء في الخبر) ويصح عدم دخوله (٣) فيه نظرا إلى مجرد تضمن المبتدأ معنى الشرط.
وأمّا إذا قصد الدلالة على ذلك المعنى في اللفظ (٤) فيجب دخول الفاء فيه ، وأمّا إذا لم يقصد فلم يجب دخوله فيه ، بل يجب عدمه ، (وذلك) المبتدأ المتضمن معنى الشرط(٥).
إمّا (الاسم الموصول بفعل (٦) أو ظرف) أي : الذي جعلت صلته بجملة فعلية (٧) أو ظرفية (٨) مؤولة بجملة فعلية هاهنا بالاتفاق (٩).
وإنما اشترط أن تكون صلته فعلا أو ظرفا مؤولا بالفعل (١٠) ، ليتأكد مشابهته الشرط؛ لأن الشرط لا يكون إلا فعلا.
__________________
(١) يعني : لا يرد أن صحة الفاء لم يتوقف على تضمن معنى كما في هذا المثال ، فإن فيه أيضا معنى بالتفسير المذكور. (عصمت).
(٢) يعني : أن حصول النعمة في أيديهم سبب للحكم به ، والإخبار بأنها من الله تعالى. (حواشي هندي).
(٣) أي : يصح دخوله نظرا إلى تضمن المبتدأ بمعنى الشرط ، ويصح عدمه نظرا إلى التجرد من غير قصد الدلالة وعدمه. (تأمل).
(٤) يعني : إذا قصد دلالة المبتدأ على معنى السببية في لفظه. (م).
(٥) أي : الذي يكون سببا للجزاء للحكم ، فيصح دخول الفاء فيه شيئان. (م).
(٦) أو ما في قوله : (كاسمي الفاعل والمفعول) الواقعتين صلة للام الموصول. (لارى).
(٧) لفظا أو معنى كما إذا كان المبتدأ لام الموصول ، وصلة اسم الفاعل أو المفعول في قوله تعالى : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ)[النور : ٢] ، فإن معناه التي زنت والذي زنى. (عصمت).
(٨) ولو قال : أو ظرفا مؤولا ؛ لكان أولى وأليق ؛ لأن المؤول في الحقيقة هو الظرف. (محمد م).
(٩) من الكوفيين ؛ لأن عندهم الظرف كان مؤولا بالاسم إذا لم يكن صلة للموصول ، وأما إذا كان صلة له فمؤول عندهم بالفعل كما عند البصريين. (م).
(١٠) أي : في موضع الصلة للموصول الذي وقع مبتدأ متضمنا لمعنى الشرط ، فيصح دخول الفاء في خبره ، أو صحة الدخول فيه كون الصلة فعلا مؤولا به ليتأكد مشابهته الشرط. (توقادي).