به مطلقا ، حتى يكون بتركه أقطع (١) لجواز إتيانه بالحمد من غير أن يجعله (٢) جزءا من كتابه.
وبدأ بتعريف (٣) الكلمة والكلام ؛ لأنه يبحث (٤) في هذا الكتاب عن أحوالهما ، فمتى لم يعّرفا (٥) ، كيف يبحث (٦) عن أحوالهما (٧)؟ ...
__________________
(١) لدخوله تحت قوله عليهالسلام : «كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه بالحمد لله ، أو بسم الله فهو أقطع» أخرج الشطر الأول ابن ماجه (١٨٩٤) ، والشطر الثاني الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي ٢ / ٦٩ (١٢٠٩) (محمد الأفندي).
(٢) وله : (من غير أن يجعله ... إلخ) يعنى : سلك المصنف طريق العمل بالحديث معنى لا لفظا ؛ لأن حقيقة الحمد عند المحققين إظهار الصفات الكمالية دون القول المخصوص. (مصطفى الحلبي).
(٣) قوله : (وبدأ ... إلخ) كان دأب المصنفين أن يذكروا قبل الشروع المقصود من النحو الكلمة والكلام ؛ لكونهما موضوعي العلم وتعريف النحو ليكون الطالب على بصيرة في طلبه ، وأن يذكروا الغرض من تحصيل النحو ليزاد رغبة الطالب في تحصيله ، والمصنف ذكر الكلمة والكلام ؛ لأنه لا بد منهما ليمكن الشروع في هذا الفن (عبد الغفور).
(٤) جواب سؤال وهو أن هذا الفن يلزم فيه البحث والبناء وأجاب بما ترى فلا بد من تعريفهما أولا إما بالحد أو بالرسم ليتميز عند الطالب فيبحث عن أحوالها (وجيه الدين).
(٥) أي : لأنهما موضوعان في علم النحو فإن لم يعرف كيف يبحث.
(٦) قوله : (كيف يبحث ... إلخ) وإن قرأ بالتخفيف يصح هذا القول ولكن لا يتم التقريب ؛ لأن المطلوب بيان وجه الابتداء بالتعريف ولم يعلم من هذا الدليل لا كون معرفتهما مما لا بد منه لا تعرفيهما ، ويقال في الجواب أن في الكلام مقدمة مطوية طويت لإمكان معرفتها بأدنى تأمل ، وهي هذه وهما نظريان لا يمكن معرفتهما بطريق من طرق المعرفة سوى التعريف ؛ لأنهما ليسا من المبصرات ولا من المسوعات حتى يمكن معرفتهما بتلك الطرق ، وهذه المقدمة إن قرأ لم يعرفا بالتشديد تقدر قبله ، وأن قرأ بدونه تقدر بعد قوله : كيف يبحث عن أحوالهما ، فتأمل في هذا المقام حتى ينكشف لك قراءة الكلام (نافع الشرواني)
(٧) (فمتى لم يعرفا كيف يبحث ... إلخ) يجوز أن لم يعرفا من التعريف كما يفهم من قوله : بتعريف الكلمة ، وأن يكون من المعرفة كما هو المناسب بقوله : كيف يبحث من أحوالهما ؛ لأن البحث عن أحوال الشيء لا يستدعي تعريفه بل معرفته ، فإن قرأ بالتشديد يتم التقريب ، ولكن يرد عليه أن البحث عن أحوال الشيء لا يستدعي تعريفه بل معرفته فلم لا يجوز أن يكون الكلمة الكلام بديهيات أو معلومين من طريق آخر من طرق المعرفة لا يستدعي تعريفه مثل السمع والبصر غير ذلك فلا يحتاجان إلى تعريف ، فلا يصح.