ابن إسماعيل للإملاء فقال قبل أن أخذ في الإملاء قال لهم : يا أهل البصرة ، أنا شاب وقد سألتموني أن أحدّثكم وسأحدّثكم بأحاديث عن أهل بلدكم تستفيدون الكل. قال فبقي الناس [متعجبين] (١) من قوله ، ثم أخذ في الإملاء فقال نبأنا عبد الله بن عثمان بن حبلة بن أبي رواد العتكي بلديكم قال أنبأنا أبي ، عن شعبة ، عن منصور وغيره ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن أنس بن مالك. أن أعرابيا جاء إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله ، الرجل يحب القوم ، فذكر حديث : «المرء مع من أحب (٢)».
ثم قال محمّد بن إسماعيل : هذا ليس عندكم إنما عندكم عن غير منصور عن سالم. قال يوسف بن موسى : وأملى عليهم مجلسا على هذا النسق ، يقول في كل حديث روى شعبة هكذا ، الحديث عندكم كذا ، فأما من رواية فلان فليس عندكم أو كلاما ذا معناه. قال يوسف بن موسى : وكان دخولي البصرة أيام محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، وهلال الرأى ، وأحمد بن عبدة الضّبّيّ ، وحميد بن مسعدة ، وغيرهم. ثم دخلت البصرة مرات بعد ذلك.
ذكر وصف البصريّين البخاريّ ومدحهم إياه :
أخبرني الحسن بن محمّد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا محمّد بن سعيد التّاجر قال نبأنا محمّد بن يوسف بن مطر قال نبأنا محمّد بن أبي حاتم قال سمعت حاشد بن إسماعيل يقول كنت بالبصرة فسمعت قدوم محمّد بن إسماعيل ، فلما قدم قال محمّد بشّار (٣) : دخل اليوم سيد الفقهاء. (٤)
وأخبرني الحسن قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال أنبأنا أبو شجاع الفضيل بن العبّاس بن الخصيب التّميميّ قال نبأنا أبو قريش محمّد بن جمعة بن خلف قال سمعت بندارا محمّد بن بشّار يقول : حفاظ الدّنيا أربعة أبو زرعة بالري ، ومسلم بن الحجّاج بنيسابور ، وعبد الله بن عبد الرّحمن الدارمي بسمرقند ، ومحمّد بن إسماعيل البخاريّ ببخارى (٥).
__________________
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٢) ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٨ / ٤٨ ، ٤٩. وصحيح مسلم ، كتاب البر والصلة ١٦٥. وسنن أبى داود ٥١٢٧. وسنن الترمذي ٢٣٨٦.
(٣) في الأصل والمطبوعة : (محمد بن يسار) تحريف. وسيأتي في النص التالي تصحيحه.
(٤) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٤٩.
(٥) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٤٩ ، ٤٥٠.