سمع أبا جعفر بن برية الهاشميّ ، ودعلج بن أحمد ، وأبا بحر بن كوثر البربهاري ، وعليّ بن العبّاس البرداني ، حدّثني عنه الزهري ، وعبد العزيز بن عليّ الأزجي ، ومحمّد بن عليّ بن الفتح الحربيّ.
وقال لي الأزهري : كان شيخا صالحا.
وهو أخو أبي القاسم المعروف بالمرتضى ، وكان من أهل الفضل والأدب والعلم. ذكر لي أحمد بن عمر بن روح عنه أن تلقن القرآن بعد أن دخل في السن ، فجمع حفظه في مدة يسيرة. قال : وصنف كتابا في معاني القرآن يتعذر وجود مثله ، وكان شاعرا محسنا.
سمعت أبا عبد الله محمّد بن عبد الله الكاتب بحضرة أبي الحسن بن محفوظ وكان أحد الرؤساء يقول : سمعت جماعة من أهل العلم بالأدب يقولون : الرضي أشعر قريش. فقال ابن محفوظ : هذا صحيح. وقد كان في قريش من يجيد القول إلا أن شعره قليل ، فأما مجيد مكثر فليس إلا الرضي.
أنشدني القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ. قال أنشدنا الشريف أبو الحسن الرضي لنفسه :
اشتر العز بما شئ |
|
ت فما العزّ بغالي |
بقصار الصفر إن شئت |
|
أو السّمر الطّوال |
ليس بالمغبون عقلا |
|
من شرى عزا بمال |
إنما يدخر الما |
|
ل لأثمان المعالي |
قال لي عليّ بن أبي علي : ولد الرضي ببغداد في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة ، وكانت وفاته يوم الأحد السادس من المحرم سنة ست وأربعمائة ، ودفن في داره بمسجد الأنباريّين.
__________________
(١) ٧١٥ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ٥٢٣.