وقد رواه أبو الفتح بن مسرور البلخيّ ، عن أبي عبد الله الأنباريّ غير أنه سمّي أباه الحسين ، وقال : كان من الثقات. وذكر أنه سمع منه في ذي القعدة من سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
ولي القضاء بمدينة السّلام ، وحدّث عن : أحمد بن محمّد بن مسروق الطوسي. روى عنه : الحسين بن محمّد بن سليمان الكاتب.
أخبرنا عليّ بن المحسن قال أنبأنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال : استخلف المستكفي بالله في صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، فاستقضى علي مدينة المنصور والشرقية أبا الحسن محمّد بن الحسن بن عبد الله بن عليّ بن محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. وذكر طلحة أنه كان رجلا واسع الأخلاق ، كريما جوادا ، طلّابة للحديث ، قال : ثم قبض عليه في صفر سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ، فلما كان في رجب من هذه السنة قبض علي المستكفي واستخلف المطيع ، فقلد أبا الحسن الشرقية ، والحرمين ، واليمن ، ومصر ، وسرّ من رأى ، وقطعة من أعمال السواد ، وبعض أعمال الشام ، وسقي الفرات ، وواسط ، ثم صرف عن جميع ذلك في رجب سنة خمس وثلاثين.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد قال : أنبأنا إسماعيل بن عليّ قال : وعزل محمّد بن الحسن ابن أبي الشوارب عن جميع ما كان يتقلده من أعمال القضاء ، وأمر أمير المؤمنين المستكفي بالله بالقبض عليه ، ففعل ذلك في يوم الثلاثاء لخمس خلون من صفر سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. وكان قبيح الذكر فيما يتولاه من الأعمال ، منسوبا إلى الاسترشاء في الأحكام والعمل فيها بما لا يجوز ، وقد شاع ذلك عنه ، وكثر الحديث به.
قرأت في كتاب أبي عمر محمّد بن عليّ بن عمر الفياض عرّفني عبد الباقي بن قانع : أن أبا الحسن محمّد بن أبي الشوارب القاضي ولد في آخر سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
__________________
(١) ٦٣٢ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١١٧ والبداية والنهاية ١١ / ٢٣٣ ، ٢٣٤.