قال : فقال : هاتها في كذا وكذا من أم محمّد ، فأخذها فشرب ، ثم شخص إلى محمّد فقال له : أين كنت؟ قال : عند صديقي الكوفيّ وحدّثه الحديث. قال : فقال لي : ما صنعت حين أنشدك الشعر؟ قال : شربتها والله يا أمير المؤمنين. قال : أحسنت وأجملت ، ثم قال : أشخص حتى تحمل إلىّ صديقك هذا. قال : فشخص فحملني إليه ، فلم أزل مع محمّد حتى قتل.
نشأ بأصبهان وكتب بها الحديث. ثم انتقل إلى بغداد فسكنها. وروى بها عن عمه أحمد بن أبي عاصم كتاب «الآحاد والمثاني» ، حدّث به عنه جعفر الخالدي. وحدّث أبو عليّ أيضا عن أسيد بن عاصم وعمران بن عبد الرّحيم الأصبهانيّين ، وعن أحمد بن يحيى بن مالك السّوسي ، وأحمد بن عبد العزيز بن معاوية اليمامي ، وسهل ابن عبد الله بن الفرخان الزّاهد. روى عنه : أبو الصيدا ناجية بن حيّان القاضي ، وعبد الله بن موسى أبو العبّاس الهاشميّ ، ومحمّد بن المظفر الحافظ.
أخبرني أبو القاسم الأزهريّ ، أخبرنا محمّد بن المظفر ، حدّثنا أبو عليّ محمّد بن الضّحاك بن عمرو بن الضّحاك بن مخلد ، أخبرنا عمران بن عبد الرّحيم أبو سعيد الأصبهانيّ ، حدّثنا بكّار بن الحسن ، حدّثنا إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة ، عن أبي حنيفة ، عن مالك بن أنس ، عن عبد الله بن الفضل ، عن نافع ، عن جبير بن مطعم ، عن ابن عبّاس ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «الأيّم أحق بنفسها من وليها ، والبكر تستأمر ، وصمتها إقرارها»(٢).
أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن محمّد بن الضّحاك بن أبي عاصم النبيل مات في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
* * *
__________________
ـ ٣ / ٣٢. والدر المنثور ١ / ٢٩٩. ومصنف عبد الرزاق ٦٥٣٠. وفي أغلب المصادر بلفظ : «لا تزال أمتى في مسكة من دينها ..» وهو الأقرب إلى الصواب.
(١) ٩٧٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٠١ في المطبوعة.
(٢) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب النكاح ٦٦. وسنن أبي داود ٢٠٩٨. وسنن الترمذي ١١٠٨. وسنن النسائي ٦ / ٨٤. ومسند أحمد ١ / ٢١٩ ، ٢٤٢. وكشف الخفا ١ / ٣٢٧.