أخبرنا محمّد بن عمر بن بكير المقرئ والحسن بن الحسين بن العبّاس النعالي قالا : أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم الختّليّ قال : أصبت في كتاب أخي محمّد بن جعفر بن سلم حدّثنا جعفر بن محمّد بن شاكر قال نا عفان قال نا حمّاد بن سلمة قال نا عليّ بن زيد ، عن سعيد بن المسيّب أنه قال : بلغت ثمانين سنة وما شيء عندي أخوف من النساء. وكان ذهب بصره.
كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن ، وأجهرهم بالقراءة. وحدّث عن أحمد بن عبيد بن ناصح ، وعبد الله بن الحسن الهاشميّ ، ومحمّد بن يوسف بن الطباع ، وأحمد بن عبيد الله النرسي ، وأحمد بن موسى الشطوي ، والحارث بن محمّد بن أبي أسامة ، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي ، ومحمّد بن عثمان بن أبي شيبة. حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وأبو نصر أحمد بن محمّد بن حسنون النرسي ، وأبو الحسين بن بشران ، وعليّ بن أحمد بن عمر المقرئ ، وأبو عليّ بن شاذان ، وغيرهم.
حدّثنا القاضي أبو القاسم عليّ بن المحسن التّنوخيّ من حفظه في المذاكرة غير مرة قال نبأنا القاضي أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عبد الله الأسديّ المعروف بابن الأكفاني قال سمعت أبي يقول حججت في بعض السنين وحج في تلك السنة أبو القاسم عبد الله بن محمّد البغويّ ، وأبو بكر الأدميّ القارئ ، فلما صرنا. بمدينة الرسول صلىاللهعليهوسلم ، جاءني أبو القاسم البغويّ فقال لي : يا أبا بكر هاهنا رجل ضرير قد جمع حلقة في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقعد يقص ويروي الكذب من الأحاديث الموضوعة ، والأخبار المفتعلة ، فإن رأيت أن نمضي إليه لننكر عليه ذلك ونمنعه منه؟ فقلت له : يا أبا القاسم إن كلامك لا يؤثر مع هذا الجمع الكثير ، والخلق العظيم ، ولسنا ببغداد فيعرف لنا موضعنا ، وننزّل منازلنا ، ولكن هاهنا أمر آخر وهو الصواب ، وأقبلت على أبي بكر الأدميّ فقلت : استعد واقرأ. فما هو إلا أن ابتدأ بالقراءة حتى انفلّت الحلقة ، وانفصل الناس جميعا وأحاطوا بنا يسمعون قراءة أبي بكر ، وتركوا الضّرير وحده ، فسمعته يقول لقائده : خذ بيدي فهكذا تزول النعم.
__________________
(١) ٥٦٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١٢٢. وميزان الاعتدال ٣ / ٥٠٢.