.................................................................................................
______________________________________________________
وكلامه هذا إمّا مسوق لإنكار التواتر إليه صلىاللهعليهوآلهوسلم أو إنكاره من أصله.
و «قال الصادق عليهالسلام في صحيح الفضيل لمّا قال له : إنّ الناس يقولون إنّ القرآن نزل على
سبعة أحرف : كذب أعداء الله ولكنّه نزل على حرف واحد من عند الواحد». ومثله خبر
زرارة . وقال المحدّث الكاشاني في «الوافي » بعد نقل الخبرين : المقصود منهما واحد وهو أنّ القراءة
الصحيحة واحدة. قلت : قد يقرب منهما صحيح المعلّى .
وقال الاستاذ
أيّده الله تعالى في «حاشية المدارك » رادّاً على الشهيد الثاني ما نصّه : لا يخفى أنّ
القرآن عندنا نزل بحرف واحد من عند الواحد والاختلاف جاء من قبل الرواية ، فالمراد
بالمتواتر ما تواتر صحّة قراءته في زمان الأئمة عليهمالسلام بحيث كانوا يجوّزون ارتكابه في الصلاة وغيرها ، لأنّهم عليهمالسلام كانوا راضين بقراءة القرآن على ما هو عند الناس بل ربما
كانوا يمنعون من قراءة الحقّ ويقولون هي مخصوصة بزمان ظهور القائم عجلّ الله تعالى
فرجه ، انتهى.
قلت : يشير
بذلك إلى الأخبار الواردة في ذلك كخبر سالم بن سلمة وغيره وكلامه ككلام الشيخ والطبرسي والكاشاني يعطي وجوب
القراءة بهذه القراءات وإن لم تكن قرآناً رخصة وتقية ، وفيه بُعد. وعلى هذا فيحمل
خبر «الخصال» المتقدّم على التقية وكلام الأصحاب وإجماعاتهم على التواتر إلى
أصحابها لا إليه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وينحصر الخلاف فيمن صرّح بخلاف ذلك كالشهيد الثاني
وغيره.
__________________