(و) كالشّبه (المعنوىّ) بأن يكون الاسم متضمّنا معني من معاني الحروف سواء وضع لذلك المعني حرف أم لا ، فالأوّل (١) كما (في متى) فإنّها اسم وبنيت لتضمّنها معنى إن الشّرطيّة (٢) أو همزة الاستفهام (٣) (و) الثّاني كما (في هنا) فإنّها إسم وبنيت لتضمّنها (٤) معني الإشارة الّذي كان من حقّه أن يوضع له حرف (٥) لأنّه كالخطاب (٦) وإنّما أعرب ذان وت ان (٧) لأنّ شبه الحرف عارضه ما يقتضي الإعراب وهو التّثنية الّتي هي من خصائص الأسماء. (٨)
(و) كالشّبه الإستعمالي بأن يلزم طريقة من طرائق الحروف.
وكنيابة عن الفعل بلا |
|
تأثّر وكافتقار أصّلا |
(كنيابة) له (٩) (عن الفعل) في العمل (بلا) حصول (تأثّر) فيه (١٠) بعامل كما في
__________________
(١) أي : الذي وضع لذلك المعنى حرف.
(٢) في متي الذي للشرط.
(٣) أي : متي الاستفهاميّة.
(٤) فإن من يقول هنا يشير إلى مكان خاص.
(٥) فإن المعني الحرفي ما لا وجود له في الخارج ، كالابتدائية والانتهائية المفهومتين من كلمتي من وإلى فمثلا في قولنا سرت من البصرة إلى الكوفة ، الموجود في الخارج هو البصرة والكوفة والسائر والسير ، وأما الابتدائيّة المفهوم بمن والانتهائيّة المفهومة من إلى فلا عين لهما في الخارج ولا أثر وانما هما من عالم الاعتبار والتصوّر إذا عرفت هذا فالاشارة من هذا القبيل من المعاني الّا أنّها لم توضع لها حرف مثل الابتداء الموضوع له من مثلا وأما أسماء الاشارة فلم توضع للاشارة ، وإنما وضعت للمشار إليه مع قيد إلاشارة ، كما يأتي في موضعه.
(٦) الذي وضع له الكاف نحو ذاك ، إذ الكاف هنا حرف خطاب وليست بضمير.
(٧) مع كونهما اسمين للإشارة.
(٨) فتقوّي جانب اسميّتهما وتبعّدهما عن الحرفية.
(٩) أي : للاسم عن الفعل ، فإن أسماء الأفعال معناها معني الفعل وتعمل مثل الفعل فترفع الفاعل وتنصب المفعول ، فلهذا كان عملها نيابيّا.
(١٠) في الاسم أي : من دون أن يعمل فيه عامل ، كما أن الحرف كذلك.