الرّابع من التّوابع البدل
التّابع المقصود بالحكم بلا |
|
واسطة هو المسمّي بدلا |
(التّابع المقصود بالحكم (١) بلا واسطة هو المسمّي بدلا) فخرج بالمقصود غيره وهو النّعت والتّأكيد والبيان (٢) والعطف بالحرف (٣) غير بل و [غير] لكن ، في الإثبات ، وبنفي الواسطة (٤) المقصود بواسطة وهو العطف بـ «بل» و «لكن» في الإثبات.
__________________
(١) أي : المقصود بالحكم وحده ، فمن هنا خرج العطف بالواو لأنه مقصود مع المعطوف عليه لا وحده.
(٢) لأن المقصود بالذات عند إتيان هذه الثلاثة هو المتبوع ، وإنما يؤتي بما لتوضيح المتبوع وبيانه ففي مثل قولنا رأيت زيدا الفاضل وزيد نفسه وزيدا أخاك (المقصود بالحكم أي : (الرؤية) هو (زيد) وإنما أتي بالفاضل ونفسه وأخاك لتوضيح زيد وبيانه.
(٣) أمّا في العطف بالواو وأو وإمّا وان كان التابع مقصودا بالحكم لكن لا وحده ، بل مشتركا مع متبوعه ، وأما العطف ببل وبلكن في النفى ، فلأنّ المقصود بالحكم هو المتبوع فقط لانّ قول القائل ما جاء زيد ، بل عمرو أو لكن عمرو أنّما يراد به دفع توهم السامع بأن الجائي زيد فلدفع هذا التوهم يقول ما جاء زيد ، بل عمرو أو لكن عمرو.
فالمقصود بالحكم هو زيد المتبوع وحكمه نفي المجيء لا عمرو التابع وإثبات المجيء له.
(٤) أي : خرج بقوله (بلا واسطة) التابع المقصود بالحكم لكن مع واسطة حرف ، وذلك لأن المعطوف ببل وبلكن في الإتيان تابع مقصود بالحكم وحده دون معطوفه ، ففي مثل قولنا جاء زيد بل عمرو أو لكن عمرو المقصود للمتكلم إثبات المجيء لعمرو وإنّما أتي بزيد توطئة وتهيئة للسامع فكأنه قال جاء زيد ثم قال اشتبهت بل عمرو ، فقول المصنف : (التابع المقصود بالحكم) شامل له فاحتاج لإخراجه إلى قوله (بلا واسطة).