عن الاسميّة ويقرّبه ممّا (١) ليس بينه وبين الاسم مناسبة إلّا في الجنس الأعمّ وهو كونه كلمة ، وشبه الاسم بالفعل وإن كان (٢) نوعا آخر إلّا أنّه (٣) ليس في البعد عن الاسم كالحرف.
وفهم من حصر المصنّف علّة البناء في شبهه (٤) الحرف فقطّ ، عدم اعتبار غيره (٥) وسبقه إلى ذلك (٦) أبو الفتح وغيره وإن قيل إنّه لا سلف له في ذلك.
كالشّبه الوضعي في اسمى جئتنا |
|
والمعنوي في متى وفي هنا |
(كالشّبه الوضعيّ) (٧) بأن يكون الاسم موضوعا على حرف واحد أو حرفين ـ كما هو الأصل في وضع الحرف (٨) ـ كما (في اسمي جئتنا) وهما التّاء والناء فإنّهما إسمان وبنيا لشبههما الحرف فيما هو الأصل أن يوضع الحرف عليه ، ونحو يد ودم أصله ثلاثة. (٩)
__________________
شيء أخص من الكلمة أيضا ، وهو الاسناد لكون الفعل قابلا للإسناد ، كالاسم بخلاف الحرف ، فإنها غير قابلة للإسناد ، فالحرف يشترك مع الاسم في الجنس الأعم فقطّ ، وهو الكلمة ، وأما الفعل فيشترك مع الاسم في الجنس الأخصّ أيضا وهو الإسناد فالفعل أقرب إلى الاسم من الحرف ، فإذا تشابه الاسم بالفعل بشبه واحد لا يخرجه عن الانصراف لا أن يتشابه معه بشبهين ليمنع عن الصرف وأما إذا تشابه مع الحرف فقد تشابه بشيء بعيد عنه فيكفي لبنائه شبه واحد.
(١) أي : الحرف.
(٢) أي الفعل نوعا آخر عن الاسم ، فإن الفعل ليس باسم.
(٣) أي : الفعل.
(٤) أي : الاسم.
(٥) أي : غير شبه الحرف فإن النحاة قالوا : إن شبه الاسم بالفعل أيضا يؤثّر في بناء الاسم.
(٦) أي : إلى القول بانحصار شبه الحرف في تأثير بناء الاسم.
(٧) أي : الشكلي.
(٨) أي : الأكثر في شكل الحروف أن تكون بحرف واحد كحروف القسم أو حرفين كمن وفي.
(٩) أي : ثلاثة حروف فأصل يد يدي ، ولهذا تجمع على أيدي وأصل دم دمو فإن جمعه دماء وهو في الأصل دماو ، قلبت الواو بالهمزة لوقوعه بعد الألف الزائدة كما في الرجاء.