إذا ملك لم يكن ذا هبه |
|
فدعه ، فدولته ذاهبه (١) |
وإن اختلفا سمي مفروقا ، كقول أبي الفتح أيضا :
كلكم قد أخذ الجا |
|
م ، ولا جام لنا (٢) |
ما الذي ضرّ مدير |
|
الجام لو جاملنا |
وقول الآخر : [أبو عمر بن علي المطوعي]
لا تعرضنّ على الرّواة قصيدة |
|
ما لم تبالغ قبل في تهذيبها (٣) |
فمتى عرضت الشّعر غير مهذّب |
|
عدّوه منك وساوسا تهذي بها |
ووجه حسن هذا القسم ـ أعني التامّ ـ حسن الإفادة ، مع أن الصورة صورة الإعادة. وإن اختلفا في هيئات الحروف فقط ؛ سمي محرّفا.
ثم الاختلاف قد يكون في الحركة فقط. كالبرد والبرد في قولهم : «جبّة البرد» وعليه قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (٧٢) فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ) (٧٣) [الصّافات : الآيتان ٧٢ ، ٧٣].
قال السكاكي : وكقولك : «الجهول إما مفرط أو مفرّط» والمشدّد في هذا الباب يقوم مقام المخفّف نظرا إلى الصورة ، فاعلم.
وقد يكون في الحركة والسكون ، كقولهم : «البدعة شرك الشّرك» ، وقول أبي العلاء :
والحسن يظهر في بيتين رونقه |
|
بيت من الشّعر ، أو بيت من الشّعر (٤) |
وإن اختلفا في أعداد الحروف فقط ، سمي ناقصا ، ويكون ذلك على وجهين :
أحدهما : أن يختلفا بزيادة حرف واحد في الأول كقوله تعالى : (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (٢٩) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ) (٣٠) [القيامة : الآيتان ٢٩ ، ٣٠].
أو في الوسط ، كقولهم : «جدّي جهدي».
أو في الآخر ، كقول أبي تمام :
__________________
(١) البيت من المتقارب ، وهو في ديوان البستي ص ٢٢٨ ، ويتيمة الدهر ٤ / ٢٠٢ ، والطراز ٢ / ٣٦٠ ، ٣٦١ ، والإكسير في علم التفسير ص ٣٢٤.
(٢) البيتان من الرمل ، وهما في معاهد التنصيص ٣ / ٢٢١ ، والإكسير في علم التفسير ص ٣٢٤.
(٣) البيتان من الكامل ، وهما بلا نسبة في الإشارات والتنبيهات ص ٢٦٤.
(٤) البيت من البسيط ، وهو في سقط الزند ص ٥٧.