وذلك لأن الكلام العربي نوعان: أما خبر أو إنشاء، ولا بد له من إسناد؛ مسند ومسند إليه. والمسند قد يكون له متعلقات إذا كان فعلا، أو في معناه كاسم الفاعل، وكل من التعلق والإسناد إما قصر أو غير قصر. والجملة إذا قرنت بأخرى فالثانية إما معطوفة على الأولى، أو غير معطوفة، وهما الفصل والوصل.
ولفظ الكلام البليغ إما مساو لأصل المراد وهو المساواة، وإما ناقص عن المراد وهو الإيجاز، أو زائد عن أصل المراد لفائدة، وهو الإطناب.
٢ ـ علم البيان
هو علم يبحث في الطرق المختلفة للتعبير عن المعنى الواحد، وعلم المعاني يتألف من المباحث التالية:
١ ـ التصريح والمداورة.
٢ ـ التشبيه.
٣ ـ المجاز، والمجاز المرسل.
٤ ـ الاستعارة.
٥ ـ الكناية.
والبيان لغة: الظهور والوضوح. تقول: بان الشيء يبين إذا ظهر. واصطلاحا كما تقدم: هو علم يعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة من تشبيه واستعارة ومجاز مرسل وكناية.
٣ ـ علم البديع
هو علم يبحث في طرق تحسين الكلام، وتزيين الألفاظ والمعاني بألوان بديعة من الجمال اللفظي أو المعنوي، وسمي بديعا لأنه لم يكن معروفا قبل وضعه.
وأول من دوّن قواعد البديع ووضع أصوله: عبد اللّه بن المعتز، وهو أحد الشعراء المطبوعين والبلغاء الموصوفين.
استقصى ابن المعتز ما في الشعر من المحسنات فجمعها في كتاب سماه «البديع» وذكر فيه سبعة عشر نوعا، وقال: ما جمع قبلي فنون البديع أحد، ولا سبقني إلى تأليفه مؤلف. ومن رأى إضافة شيء من المحاسن فله اختياره. ثم ألّف معاصره قدامة بن جعفر كتابا سماه «نقد قدامة».