يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ) [الرّوم : الآية ٥٥] ، وقول الشاعر : [عيسى بن خالد المخزومي]
حدق الآجال آجال |
|
والهوى للمرء قتّال (١) |
الأول جمع إجل بالكسر ، هو القطيع من بقر الوحش ، والثاني جمع أجل والمراد به منتهى الأعمار ، وقول أبي تمام :
إذا الخيل جابت قسطل الحرب صدّعوا |
|
صدور العوالي في صدور الكتائب (٢) |
وإن كانا من نوعين ـ كاسم وفعل ـ سمّي مستوفى ، كقول أبي تمام أيضا :
ما مات من كرم الزمان فإنه |
|
يحيا لدى يحيى بن عبد الله (٣) |
ونحوه قول الآخر : [محمد بن عبد الله الأسدي]
وسمّيته يحيى ليحيا ، فلم يكن |
|
إلى ردّ أمر الله فيه سبيل (٤) |
والتام أيضا إن كان أحد لفظيه مركّبا سمي جناس التركيب.
ثم إن كان المركب منهما مركبا من كلمة وبعض كلمة سمي مرفوّا ، كقول الحريري (٥) :
ولا تله عن تذكار ذنبك ، وابكه |
|
بدمع يحاكي الوبل حال مصابه (٦) |
ومثّل لعينيك الحمام ووقعه |
|
وروعة ملقاه ومطعم صابه |
وإلا ، فإن اتفقا في الخط سمي متشابها ، كقول أبي الفتح البستي :
__________________
(١) البيت من مجزوء الرمل ، وهو بلا نسبة في التبيان في علم البيان ص ١٦٨.
(٢) البيت من الطويل ، وهو في ديوان أبي تمام ١ / ٢٠٧ ، وكتاب الصناعتين ص ٣٣٤ ، والطراز ٢ / ٣٥٨.
(٣) البيت من الكامل ، وهو في ديوان أبي تمام ٣ / ٣٤٧ ، وأسرار البلاغة ص ٢٣.
(٤) البيت من الطويل ، وهو لمحمد بن عبد الله بن كناسة الأسدي في رثاء ابنه يحيى ، انظر البديع لابن المعتز ص ٢٦ ، وكتاب الصناعتين ص ٣٢٨.
(٥) الحريري : هو القاسم بن علي بن محمد بن عثمان ، جمال الدين أبو محمد الحريري البصري الحرامي ، ولد سنة ٤٤٦ ه ، وتوفي سنة ٥١٦ ه ، من تصانيفه : توشيح البيان ، درة الغواص في أوهام الخواص ، ديوان الرسائل ، شرح الملحة ، المقامات الحريرية ، ملحة الأعراب وسخنة الآداب ، منظومة في النحو. (كشف الظنون ٥ / ٨٢٧ ـ ٨٢٨).
(٦) البيتان من الطويل ، وهما للحريري في الإشارات والتنبيهات ص ٢٦٣.