قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإيضاح في علوم البلاغة

الإيضاح في علوم البلاغة

الإيضاح في علوم البلاغة

تحمیل

الإيضاح في علوم البلاغة

290/415
*

إذا ملك لم يكن ذا هبه

فدعه ، فدولته ذاهبه (١)

وإن اختلفا سمي مفروقا ، كقول أبي الفتح أيضا :

كلكم قد أخذ الجا

م ، ولا جام لنا (٢)

ما الذي ضرّ مدير

الجام لو جاملنا

وقول الآخر : [أبو عمر بن علي المطوعي]

لا تعرضنّ على الرّواة قصيدة

ما لم تبالغ قبل في تهذيبها (٣)

فمتى عرضت الشّعر غير مهذّب

عدّوه منك وساوسا تهذي بها

ووجه حسن هذا القسم ـ أعني التامّ ـ حسن الإفادة ، مع أن الصورة صورة الإعادة. وإن اختلفا في هيئات الحروف فقط ؛ سمي محرّفا.

ثم الاختلاف قد يكون في الحركة فقط. كالبرد والبرد في قولهم : «جبّة البرد» وعليه قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (٧٢) فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ) (٧٣) [الصّافات : الآيتان ٧٢ ، ٧٣].

قال السكاكي : وكقولك : «الجهول إما مفرط أو مفرّط» والمشدّد في هذا الباب يقوم مقام المخفّف نظرا إلى الصورة ، فاعلم.

وقد يكون في الحركة والسكون ، كقولهم : «البدعة شرك الشّرك» ، وقول أبي العلاء :

والحسن يظهر في بيتين رونقه

بيت من الشّعر ، أو بيت من الشّعر (٤)

وإن اختلفا في أعداد الحروف فقط ، سمي ناقصا ، ويكون ذلك على وجهين :

أحدهما : أن يختلفا بزيادة حرف واحد في الأول كقوله تعالى : (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (٢٩) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ) (٣٠) [القيامة : الآيتان ٢٩ ، ٣٠].

أو في الوسط ، كقولهم : «جدّي جهدي».

أو في الآخر ، كقول أبي تمام :

__________________

(١) البيت من المتقارب ، وهو في ديوان البستي ص ٢٢٨ ، ويتيمة الدهر ٤ / ٢٠٢ ، والطراز ٢ / ٣٦٠ ، ٣٦١ ، والإكسير في علم التفسير ص ٣٢٤.

(٢) البيتان من الرمل ، وهما في معاهد التنصيص ٣ / ٢٢١ ، والإكسير في علم التفسير ص ٣٢٤.

(٣) البيتان من الكامل ، وهما بلا نسبة في الإشارات والتنبيهات ص ٢٦٤.

(٤) البيت من البسيط ، وهو في سقط الزند ص ٥٧.