يا خير من يركب المطيّ ، ولا |
|
يشرب كأسا بكفّ من بخلا (١) |
ونحوه قول الآخر : [أرطأة بن سهية]
إن تلقني لا ترى غيري بناظرة |
|
تنس السّلاح وتعرف جبهة الأسد (٢) |
ومنها : مخاطبة الإنسان نفسه ، كقول الأعشى : [أعشى قيس]
ودّع هريرة إن الركب مرتحل |
|
وهل تطيق وداعا أيها الرجل؟! (٣) |
وقول أبي الطيب :
لا خيل عندك تهديها ولا مال |
|
فليسعد النّطق إن لم يسعد الحال (٤) |
ومنه : المبالغة المقبولة.
والمبالغة : أن يدّعى لوصف بلوغه في الشدة أو الضعف حدّا مستحيلا أو مستبعدا ؛ لئلا يظنّ أنه غير متناه في الشدة أو الضعف.
وتنحسر في التبليغ ، والإغراق ، والغلوّ ؛ لأن المدعي للوصف من الشدة أو الضعف إما أن يكون ممكنا في نفسه ، أو لا. الثاني الغلوّ ، والأول إما أن يكون ممكنا في العادة أيضا ، أو لا : الأول التبليغ ، والثاني الإغراق.
أما التبليغ فكقول امرىء القيس :
فعادى عداء بين ثور ونعجة |
|
دراكا فلم ينضح بماء فيغسل (٥) |
وصف هذا الفرس بأنه أدرك ثورا وبقرة وحشيّين في مضمار واحد ولم يعرق ، وذلك غير ممتنع عقلا ولا عادة ، ومثله قول أبي الطيب :
وأصرع أيّ الوحش قفيته به |
|
وأنزل عنه مثله حين أركب (٦) |
وأما الإغراق كقول الآخر : [عمرو بن الأيهم التغلبي]
__________________
(١) البيت من المنسرح ، وهو بلا نسبة في المطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ص ١٠٢.
(٢) البيت من البسيط ، ولم أجده.
(٣) البيت من البسيط ، وهو للأعشى في ديوانه ص ١٠٥ ، ولسان العرب (جهنم) ، ومقاييس اللغة ٤ / ١٢٦ ، وتاج العروس (ودع).
(٤) البيت من البسيط ، وهو في ديوان المتنبي ٢ / ٢٥٠.
(٥) البيت من الطويل ، وهو في ديوان امرىء القيس ص ٢٢ ، ولسان العرب (غسل) ، (عدا) ، وتاج العروس (غسل) ، (عدا).
(٦) البيت من الطويل ، وهو في ديوان المتنبي ٢ / ٢٣٠.