(أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ) فيمن قرأ إن بالكسر (١)] ، فكونهم مسرفين أمر مقطوع به ، لكن جيء بلفظ إن لقصد التّوبيخ (٢) ،
______________________________________________________
فإن الضّرب بمعنى الصّرف فعل الله ، والصّفح كما ذكرت بمعنى الإعراض ، وهو فعل المخاطبين فلا يجوز حذف اللّام ، كما قال ابن مالك :
وهو بما يعمل فيه متّحد |
|
وقتا وفاعلا وإن شرط فقد |
فاجرره باللّام وليس يمتنع |
|
مع الشّروط كلزهد ذا قنع |
المعنى اعتبارا لإعراضكم ، فينطبق على المشهور ، أو يكون صفحا من قبيل زيد عدل ، فيكون من باب المجاز في الكلمة ، فهو بمعنى» معرضين» ، فهو حال من ضمير المخاطبين المجرور ، والنّفي المستفاد من همزة الإنكار راجع إليه ، بناء على ما تقدم في ديباجة الكتاب ، من أنّ الشّيخ ذكر في دلائل الإعجاز : إنّ من حكم النّفي إذا دخل على كلام فيه تقييد على وجه ما ، أن يتوجّه إلى ذلك التّقييد ، كما في شرح المدرّس الأفغاني رحمهالله.
وبالجملة إنّ قوله : «إعراضا» إشارة إلى أنّه مفعول من غير لفظه ، وقوله : «للإعراض» إشارة إلى أنّه مفعول له ، أي اعتبارا لإعراضكم ، فيتّحد فاعله ، وفاعل الفعل المعلّل ، وقوله : «معرضين» إشارة إلى أنّه حال بمعنى الفاعل.
(١) أي في قراءة من قرأ همزة إن بالكسر ، لتكون شرطيّة فيكون مثالا لما نحن فيه ، وأمّا إذا قرأ بالفتح ، فيكون في محلّ المفعول له ، والمعنى حينئذ لإن كنتم قوما مسرفين ، أي مستهزئين بآيات الله وكتابه ، قال في المفردات : السّرف : تجاوز الحدّ في كلّ فعل يفعله الإنسان ، وإن كان ذلك في الإنفاق أشهر ، وقال في المجمع : السّرف : الجهل ، وقال في المصباح : أسرف إسرافا : جاز القصد ، والمسرفين بأي معنى كان فهو «أمر مقطوع به» فليس موضعا لإن الشّرطيّة.
(٢) أي توبيخ المتكلّم المخاطبين على الإسراف ، فيكون الغرض هو توبيخ المخاطبين على الإسراف.